وزير الخارجية: لا استقرار في المنطقة دون حل القضية الفلسطينية
عبد العاطي: علاقة مصر والولايات المتحدة استراتيجيةلا بد من خارطة طريق تؤدي إلى الدولة الفلسطينية والمفوض المصري استمر في جهوده لمدة 15 شهرا حتى الوصول إلى وقف إطلاق النارليس من حق أي دولة من دول المنبع المساس بمياه نهر النيل لدول المصبمصر تتابع الشأن السوري من خلال انخراطها مع الإدارة الانتقالية والمعارضة السورية
في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، تم عقد ندوة بحضور وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي. قاد الندوة كل من عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، والدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة.
وفي تقديمه للوزير ، أشار الكاتب الصحفي عماد الدين حسين إلى أهمية الدور الذي يقوم به وزير الخارجية بدر عبد العاطي، مشيرا الي انه كان شاهد عيان على اداء عبدالعاطي في مهامه الدبلوماسية كسفير في برلين وبروكسل، ومساهمته في توقيع اتفاق الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي.
من جانبه، أكد الدكتور محمد كمال أهمية اللقاء في معرض القاهرة الدولي للكتاب، موضحًا أن الحوار مع الرأي العام يعد جزءًا أساسيًا من صنع القرار، كما أن السياسة الخارجية هي امتداد للواقع الوطني.
تناولت المناقشة القضية الفلسطينية، حيث أوضح كمال أنها ليست قضية خارجية فقط، بل داخلية أيضًا، مشيرًا إلى تأثيراتها المستمرة منذ أحداث 7 أكتوبر.
بدأ الوزير بدر عبد العاطي حديثه بالتأكيد على أن السياسة الخارجية هي امتداد للسياسة الداخلية، مشيرًا إلى أن رئيس الجمهورية هو من يحدد توجهاتها، فيما تساهم المؤسسات بالدعم والمشورة.
وفي حديثه عن القضية الفلسطينية، قال عبد العاطي إن مصر مهتمة بهذا الملف منذ ما قبل نكبة 1948، نظرًا لانعكاساته على الأمن القومي المصري. وأضاف أن الحل العادل للقضية ضروري لتحقيق السلام في المنطقة، وأن الصراع سيستمر دون حل شامل.
وأشار عبد العاطي إلى أن ما حدث في فلسطين منذ 7 أكتوبر كان بمثابة زلزال، وأن مصر تدخلت منذ البداية لمحاولة حل الأزمة، بسبب الفاتورة الإنسانية المرتفعة. وأوضح أن مصر لعبت دورًا رئيسيًا في المفاوضات، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
كما أكد أن مصر قدمت 70% من المساعدات التي دخلت إلى غزة، مقارنة بـ30% قدمها المجتمع الدولي.
وتحدث عبد العاطي عن أهمية الدعم الدولي لإعادة إعمار فلسطين، مشيرًا إلى ضرورة وجود خارطة طريق وجدول زمني لتحقيق الدولة الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأمريكية، قال عبد العاطي إنها قائمة على أسس مؤسسية وتتجاوز الأفراد، مؤكدًا أنها علاقة استراتيجية منذ توقيع معاهدة السلام.
وأضاف أن الاتصال الأخير بين الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي يعكس متانة هذه العلاقة، التي تشمل أبعادًا اقتصادية وسياسية وإقليمية.
وفيما يخص الدور المصري في السياسة العالمية، أكد عبد العاطي على ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي ليشمل تمثيلًا عربيًا وأفريقيًا، مشيرًا إلى دور مصر في القضايا الدولية.
وانتقل النقاش إلى السودان، حيث أوضح عبد العاطي أن مصر تتعامل مع الأزمة السودانية من منطلق دعم الدولة الوطنية، وترفض التدخلات الخارجية.
وأكد أن مصر تعمل على ثلاثة مسارات في السودان: تقديم المساعدات، دعم وقف إطلاق النار، والمساهمة في عملية سياسية شاملة.
وفيما يخص منطقة القرن الإفريقي، شدد عبد العاطي على أن أي تواجد مصري في الصومال سيكون بناءً على طلب الحكومة الشرعية، وبموافقة مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي.
وعن أزمة المياه، قال الوزير إن قضية المياه بالنسبة لمصر مسألة وجودية، مؤكدًا على التزام مصر بقواعد القانون الدولي وعدم الإضرار بدول المصب. وأضاف أن مصر تسعى للتعاون مع دول حوض النيل لتحقيق المصالح المشتركة.
وأوضح عبد العاطي أن مصر لن تبقى بعيدة عن الشأن السوري، إذ يوجد انخراط مصري واسع مع كل من الإدارة الانتقالية والمعارضة السورية التي ناهضت النظام السابق منذ عام 2011، مع تأكيده على أن مصر تتفاعل مع جميع الأطراف السورية.
وأضاف أن مصر لا تملك التدخل في شؤون الشعب السوري، فهو يملك الحق الكامل في تقرير مصيره. ومن منطلق المسؤولية والعروبة، وفي ظل التاريخ المشترك الذي جمع بلدينا حين كانا جزءًا من الجمهورية العربية المتحدة، نقدم النصح والرأي بما يخدم مصالح سوريا وشعبها.