توقعات التضخم في مصر خلال 2025.. واقتصاديون يحددون “عاملي التحسن”
وتوقع خبراء اقتصاديون تحدثوا لمجلة مصر، أن ينخفض معدل التضخم السنوي بنسبة تتراوح بين 16 و20% خلال العام الجاري، وذلك اعتمادا على سنة الأساس وبافتراض استقرار سعر الصرف وبقاء الوضع الجيوسياسي في المنطقة إيجابيا.
رفعت المؤسسات الدولية توقعاتها لتحسن معدل التضخم في مصر خلال عام 2025، بدعم من استقرار سعر الصرف وتأثير سنة الأساس.
وتوقع بنك جولدمان ساكس، أحد البنوك الأميركية النشطة عالميا، أن يتراجع معدل التضخم السنوي في مصر إلى نحو 10% بحلول نهاية عام 2025.
في غضون ذلك، تتوقع وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن يتباطأ معدل التضخم في مصر إلى 12.5% بحلول نهاية السنة المالية 2025، ثم يتراجع إلى 10.6% في يونيو/حزيران 2026، بدعم من تأثير سنة الأساس وسط توقعات باستقرار سعر الصرف بشكل عام.
وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، انخفض معدل التضخم في مدن مصر للمرة الثانية إلى 24.1% بنهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، مقابل 25.5% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ورغم أن معدل التضخم انخفض، فإنه لم يصل إلى هدف البنك المركزي الذي يتراوح بين 5 و9% بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي. وجاء ذلك نتيجة لضغوط ناجمة عن عدة عوامل، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، وعواقب تحرير سعر الصرف، والسيطرة على المالية العامة، أي ترشيد دعم الوقود.
استقرار سعر الصرف
وتوقع الخبير الاقتصادي أحمد معطي، في حواره مع مجلة مصر، أن يتراوح معدل التضخم خلال العام الجاري بين 16 و20%. ويتم دعم هذا التطور بفضل استقرار سعر الصرف، وهو ما ينعكس على أسعار السلع نظراً للاعتماد القوي على وسائل الإنتاج المستوردة.
وأوضح أن جهود الحكومة لاختصار زمن التخليص الجمركي من شأنها خفض معدل التضخم خلال الأشهر المقبلة.
ودعا المواتي مستوردي السلع إلى خفض أسعارهم تماشياً مع تخفيض الرسوم المترتبة على هذا القرار.
خلال أزمة الدولار، تعرضت الشركات لخسائر بسبب تأخر الإفراج عن البضائع بسبب عدم دفع رسوم الإفراج في الموعد المحدد والتي تساوي كمية البضائع المستوردة.
وأشار المعطي إلى أن جهود الدولة في توطين الصناعة كانت من بين أسباب تراجع معدلات التضخم.
وأضاف أن الإنتاج المحلي لصناعة السيارات أدى تاريخيا إلى بيع السيارات المصنعة محليا بسعر أقل من نظيراتها المستوردة من الخارج من نفس العلامة التجارية.
وأوضح المواتي أن هناك منتجات أخرى مثل الهواتف المحمولة تشبه هذا النموذج وتحدد الحكومة أسعار إنتاجها المحلي.
ظروف التضخم المستقرة
قالت رانيا الجندي، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، لمجلة مصر، إنها تتوقع انخفاض معدلات التضخم خلال الفترة المقبلة، بشرط عدم وجود أحداث خارجية أو داخلية قد تتسبب في انحراف معدلات التضخم عن معدلاتها الطبيعية. المستوى المطلوب.
وأوضحت أن البنك المركزي يهدف إلى تحقيق معدلات موحدة للتضخم ضمن خطة طويلة الأمد.
مددت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي خفض متوسط معدل التضخم المستهدف بما يتراوح بين 5 و9% حتى نهاية الربع الرابع من العام المقبل.
وتوقع الجندي أن تنخفض معدلات التضخم تدريجياً على مدار العام الجاري، وهو ما يحفز لجنة السياسة النقدية على تخفيف سياساتها في اجتماعاتها هذا العام.
توقع الخبير الاقتصادي علي الإدريسي أن تكون معدلات التضخم المحلية خلال العام الجاري متوافقة مع تقرير صندوق النقد الدولي. وهذا صحيح بشكل خاص في ضوء التحديات المستمرة، وخاصة التحديات الخارجية.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يقترب معدل التضخم في مصر من 16% بحلول نهاية السنة المالية 2024/2025 مع تلاشي تأثيرات السنة الأساسية واستمرار البنك المركزي في اتباع سياسة نقدية متشددة، مما يعني أن أسعار الفائدة تظل مرتفعة.
وأكدت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، خلال زيارتها لمصر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن مصر تسير على الطريق الصحيح في إجراءات الإصلاح الاقتصادي.
وأكدت خلال مؤتمر صحفي أن دعم صندوق النقد الدولي لمصر سيستمر طالما طبقت مصر مرونة سعر الصرف.
دعم تدفقات النقد الأجنبي
وأوضح الإدريسي أن أهم العوامل التي ساهمت في انخفاض معدلات التضخم هو تحسن سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، خاصة الدولار، والذي شكل جزءاً مهماً من المعادلة. لأن معظم احتياجاتنا الأساسية يتم استيرادها من الخارج، بدءًا من الطاقة والمواد الغذائية الأساسية، وما إلى ذلك.
وأكد أن تراجع معدل التضخم، إلى جانب الجهود المبذولة لزيادة الإنتاج، يعتمد أيضاً على زيادة الإيرادات الدولارية للاقتصاد المصري.
وأضاف الإدريسي أن تراجع معدلات التضخم مرتبط أيضاً باستقرار المنطقة، خاصة في ظل المخاوف الحالية من تصعيد العلاقات المصرية الأميركية.
ويتوقع جولدمان ساكس ومورجان ستانلي تحسن قيمة الجنيه مقابل الدولار هذا العام، بدعم من تدفق الاستثمار الأجنبي غير المباشر في سندات الخزانة، واستلام شريحة بقيمة 1.2 مليار دولار من صندوق النقد الدولي هذا العام.
وكانت كارلا سليم، الخبيرة الاقتصادية في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان لدى بنك ستاندرد تشارترد، توقعت في وقت سابق أن ينخفض معدل التضخم في مصر إلى 20% بحلول عام 2025 بفضل تحسن الوضع الاقتصادي.
اقرأ المزيد:
بعد شطب حديد عز.. أسهم شركات الحديد والصلب تهيمن على المشهد
في ظل كثرة العروض المتوقعة، هل يملك السوق المحلي السيولة الكافية لاستيعابها؟