الذهب يصل إلى مستوى قياسي لأول مرة منذ تحرير سعر الصرف.. فما الأسباب؟

محمد بدر

منذ 3 ساعات

الذهب يصل إلى مستوى قياسي لأول مرة منذ تحرير سعر الصرف.. فما الأسباب؟

وارتفع سعر الذهب في السوق المحلية إلى مستوى قياسي للمرة الأولى منذ تحرير سعر الصرف في مارس/آذار الماضي، بحسب خبراء في الذهب تحدثوا لموقع مجلة مصر. وجاء السبب في ذلك ارتفاع سعر الذهب عالميا بسبب التوترات الجيوسياسية بين أكبر اقتصادين في العالم، أمريكا والصين.

قال خبراء في مجال الذهب إن سعر جرام الذهب عيار 21 في السوق المحلية تجاوز حاجز الـ4 آلاف جنيه لأول مرة منذ 11 شهرا.

قبل تحرير سعر الصرف وصل سعر الذهب عيار 21 إلى 4200 جنيه حيث تجاوز سعر الدولار في السوق السوداء 100% من السعر الرسمي في البنوك قبل أن تساعد الإصلاحات الأخيرة وتحرير سعر الصرف في 6 مارس/آذار في السيطرة على سعر الذهب وانخفاضه.

وفي الوقت نفسه، وصل سعر الذهب في السوق العالمية إلى مستوى تاريخي مرتفع. وفي وقت كتابة هذا التقرير، بلغ سعر الأونصة 2869 دولارا، أي بزيادة قدرها 0.93%. وانعكس ذلك أيضًا في السوق المحلية، حيث تجاوز سعر الذهب عيار 21 في مصر حاجز الـ4000 جنيه للجرام.

وقال لطفي منيب، نائب رئيس قطاع الذهب والمجوهرات بغرفة التجارة المصرية، لمجلة مصر، إن ارتفاع أسعار الذهب جاء بسبب تجاوز سعر الذهب في السوق العالمية حاجز 2850 دولارا للأوقية لأول مرة في تاريخه، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار محليا.

وأوضح أن سعر الذهب وصل في فبراير/شباط من العام الماضي إلى أعلى مستوى قياسي عند 4200 جنيه للجرام من الذهب عيار 21 بسبب ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية.

التوترات الجيوسياسية والاقتصادية

وأشار لطفي منيب إلى أن الارتفاع هذه المرة جاء فقط نتيجة الارتفاع العالمي الناتج عن التوترات السياسية الدولية ووجود اضطرابات اقتصادية وسياسية عالمية ووجود حالة من عدم الاستقرار.

وأكد أن استمرار هذه التوترات سيؤدي إلى استمرار ارتفاع سعر الذهب، في حين قد ينخفض السعر إذا أصبحت الأزمة السياسية أقل خطورة.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة اعتباراً من أمس الثلاثاء، مما دفع الصين إلى فرض رسوم جمركية تصل إلى 15% على الواردات الأميركية. ويدخل هذا الإجراء حيز التنفيذ في 10 فبراير/شباط، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى إشعال حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وسيلقي بظلاله على كافة أسعار المعادن ومختلف المواد الخام.

وبحسب بيان صادر عن شعبة الذهب اليوم، سجل سعر الذهب العالمي ارتفاعا جديدا في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 5 فبراير، ليقترب من مستوى 2850 دولارا للأوقية. ويمثل هذا ارتفاعًا تاريخيًا لم يتم الوصول إليه من قبل. وبذلك ارتفع الذهب بنسبة 0.14% خلال 24 ساعة و7.82% خلال الشهر الماضي، ليعزز بذلك ادعائه بلقب الملاذ الآمن.

وبحسب البيان، بدأ تطبيق قرار فرض الرسوم الجمركية على السلع المستوردة من الصين بنسبة 10%، ما دفع الصين للرد بقوة أكبر وفرض رسوم جمركية انتقامية على السلع الأميركية بنسبة 15%، ما تسبب في ارتفاع الدولار لفترة من الزمن قبل أن يتراجع مجددا (يقدر بنحو 25%) بسبب قرار ترامب تأجيل فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول الملاذ الآمن والاستثمار في الذهب.

زيادة على الرغم من زيادة العرض

وقال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب، في البيان، إن السوق المصري يمر بفترة من الهدوء والاستقرار النسبي خلال الفترة الماضية، وهو ما أدى إلى تراجع الأسعار نتيجة تراجع الطلب على الذهب وزيادة المعروض وتوجه البعض إلى بيع مدخراتهم من الذهب لتحقيق أرباح. ومع ذلك، فإن ارتفاع الأسعار في السوق العالمية يدفع الأسعار المحلية إلى الارتفاع على الرغم من تراجع الطلب ونقص السيولة.

ارتفاع الذهب

وقال نادي نجيب، أمين شعبة الذهب الأسبق، لمجلة مصر، إن هذا السعر للذهب المحلي لم يتم الوصول إليه لأول مرة. وفي العام الماضي، تجاوزت بالفعل 4200 رطل للجرام. وتوقع أن يواصل السعر الارتفاع في حال استمرت التوترات السياسية الحالية.

وهذا ما أكده واصف أمين، رئيس الشعبة العامة للذهب الأسبق، لـ«مجلة مصر». وقال إن سعر الذهب وصل إلى مستوى 4000 جنيه مصري أمس وكسر هذا المستوى اليوم. وأوضح أن الوضع السياسي العالمي كان العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع، تماماً كما حدث العام الماضي عندما تأثرت الأسعار بسبب حرب غزة.

وأشار إلى أن التوقعات بشأن تطورات الأسعار المستقبلية لا تزال غير واضحة، حيث يعتمد التطور المستقبلي لسعر الذهب على تطورات المشهد السياسي العالمي في الفترة المقبلة.