فيديو.. عمرو موسى يطرح رؤيته للعالم العربي بعد أحداث 7 أكتوبر
![فيديو.. عمرو موسى يطرح رؤيته للعالم العربي بعد أحداث 7 أكتوبر](https://emegypt.net/uploads/images/202502/image_870x_67a74d98116ef.webp)
السفير عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، شارك في برنامج بودكاست “الحل إيه؟” مع الدكتورة رباب المهدي، حيث قدم تحليلًا حول الوضع الراهن للقضية الفلسطينية بعد أحداث 7 أكتوبر وتأثيراتها على المنطقة. كما ناقش موسى المستقبل المحتمل للقضية والعالم العربي بعد التغيرات الأخيرة، وقدم تقييمًا نقديًا للنفوذ الإسرائيلي وأداء السياسات الغربية في المنطقة.
وتطرق موسى، بالحديث خلال اللقاء عن مبادرة «الشرق الأوسط الكبير»، ودور الهلال الخصيب لإعادة تشكيل المنطقة، وكذلك فشل استراتيجية الإسلام المعتدل والحاجة إلى صوت فلسطيني وعربي موحد، وفيما يلي نستعرض لكم أبرز النقاط التي تناولها الحوار:
• 7 أكتوبر أعادت إشعال القضية الفلسطينية وكشفت عن خطأ حسابات إسرائيل
ينظر موسى، إلى أحداث 7 أكتوبر على أنها «نقطة تحول» أعادت إشعال القضية الفلسطينية، وأثبتت أن المقاومة الفلسطينية قادرة على التأثير على الأمن الإسرائيلي، مؤكدًا أنها كشفت عن خطأ كبير في حسابات إسرائيل فيما يتعلق بالتصميم الفلسطيني.
ولفت إلى أن الإسرائيليين فوجئوا بـ«دهشة سلبية» بما حدث في 7 أكتوبر، لأنهم لم يتخيلوا أن الفلسطينيين مازالوا غير متقبلين لفكرة «الاحتلال»، مشيرًا إلى أن اندلاع تلك الأحداث طبيعي في إطار التعامل الإسرائيلي مع سكان الأراضي المحتلة.
وأعرب عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان على علم بأن «شيئًا سوف يحدث»، لكنه آثر الصمت لاعتقاده بأن أمرًا عظيمًا سيحدث، ولمعتقداتهم أو حالتهم النفسية القائمة على احتقار العرب واحتقار الفلسطينيين.
وأضاف: «قال لك يعني هيموت اثنين أو ثلاثة، إحنا هنكبر الثلاثة دول لـ300، ففوجئوا إن الفلسطينيين دارسين هيعملوا إيه إلى درجة لا بأس بها، والأحداث شكلت انتصارًا فلسطينيًا وخسارة لإسرائيل على المستوى الاستراتيجي، وظهر أن الفلسطيني يستطيع دخول الأراضي الإسرائيلية، وأن تل أبيب لم تكن مستعدة».
وذكر أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال فترة ولايته الأولى، كانت تهدف بالأساس إلى إزاحة القضية الفلسطينية، وإنهاء الحديث عن الاحتلال، وزيادة عدد الدول التي تطبع العلاقات مع إسرائيل، لخلق ما وصفه ترامب وقتها بأنه «روح جديدة تؤدي إلى السلام».
• التطبيع ليس موضوعا محرما.. لكنه لن يكون الطريق الوحيد لتحقيق السلام
وناقش وزير الخارجية الأسبق، خلال اللقاء مفهوم التطبيع مع إسرائيل، مشدداً على أن التطبيع يجب أن يتم فقط مقابل حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وأوضح أن مصر تقيم علاقات مع إسرائيل بناء على اتفاقيات «كامب ديفيد»، الذي شدد على أهميتها في استرداد الأراضي بالحرب والسلام.
وأكد أن «التطبيع ليس تابو أو موضوعًا محرم الحديث فيه»، لافتًا النظر إلى المبادرة العربية للسلام لعام 2002، والتي أكدت أن الدول لعربية مستعدة للتطبيع والاعتراف بإسرائيل لو انسحبت واعترفت بالدولة الفلسطينية.
وأوضح في الوقت نفسه، أن التطبيع ليس بديلًا أو الطريق الوحيد للوصول إلى تهدئه الشرق الأوسط، قائلا إنه تعرض لـ«ضربة كبيرة» خلال الفترة الأخيرة؛ بسبب الغلو الإسرائيلي في رفض وجود الفلسطينيين، وتوسيع المستوطنات، وحرق القرى الفلسطينية أو إزالتها، وأخيرًا حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
• الانقسام الفلسطيني لا يقل خطورة عن الاحتلال الإسرائيلي
خلال اللقاء، أكد موسى، على الحاجة الملحة لتوحيد الصف الفلسطيني، وتقديم رؤية متماسكة لحل الصراع، معتبرًا أن «الانقسام الفلسطيني لا يقل خطورة عن الاحتلال الإسرائيلي».
وتوجه بحديثه إلى الفلسطينيين، قائلًا: «انقسامكم خطير ويؤدي إلى بلاوي بالنسبة لكم، ولا يقل خطورة عن الاحتلال الإسرائيلي، والوحدة ضرورة لمصلحة الفلسطينيين ومصلحة الاستقرار في المنطقة والعالم العربي».
وذكر أن الفلسطينيين تقع عليهم مسئوليه كبرى بعد 7 أكتوبر، تستند إلى عدم إضاعة الوقت في تبادل الاتهامات، وإنما توحيد الصف وتقديم تصور واضح لحل القضية بعد كل هذه السنوات الطويلة، وامتلاك القدرة على التفاوض باسم كل الفلسطينيين.
كما حث على صوت عربي موحد، قادر على الدعوة بفعالية إلى حل عادل للصراع الفلسطيني ومواجهة المسار الحالي الذي يعزز النفوذ الإسرائيلي، مؤكدًا أن الحل العادل لا يتطلب الالتزام بالقانون الدولي فحسب، بل يتطلب أيضًا توزيعًا عادلاً ومنصفًا للسلطة والموارد.
وأشار إلى أن الفترة الحالية تتطلب تجاوز الانقسامات في العالم العربي، وتسليط الضوء على المصالح العامة العليا العربية بالمحافل الدولية والإقليمية وحتى وسائل الإعلام، والتأكيد أن التطبيع لن يكون «مجانًا» خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر والمجازر والانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة.
• عدم الاستقرار الحالي يتجاوز الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
يرى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، أن عدم الاستقرار الحالي يتجاوز الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ليشمل إعادة تشكيل أوسع للشرق الأوسط، مستشهدًا بمبادرة «الشرق الأوسط الكبير»، التي تعود إلى التسعينيات، وتحمل أجندة خفية مؤيدة لإسرائيل.
وقال إن تلك المبادرة كانت تحمل 3 أبعاد رئيسية: الأول خاص بالمصلحة الإسرائيلية، والثاني إمكانية فرض وضع معين على الشرق الأوسط، والثالث الاستخفاف بالعالم العربي وأنه أصبح مهددًا بالتفكك ومن السهل الإحاطة به وتحقيق التغيير المطلوب هذه المنطقة.
وسلّط الضوء على محاولة الاستفادة من القوى الإسلامية المعتدلة ضد القوى المتطرفة، وهي استراتيجية أكد أنها فشلت في نهاية المطاف، مما أدى إلى ثورات الربيع العربي عام 2011، لافتًا إلى أنها أدت كذلك إلى نتائج عكسية ومزيد من عدم الاستقرار.
واستعرض على وجه التحديد دور تركيا والإخوان المسلمين في هذه الاستراتيجية الفاشلة، موضحًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تبنى فكرة التعامل مع القوى الإسلامية المتطرفة باستيعابها وليس القضاء عليها.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما تفهم هذا الأمر، ومكِّن ما اعتبره الإسلام المعتدل في تركيا ومصر (الإخوان المسلمين)، لبدء خطة تغيير الشرق الأوسط، مشددًا على أن تلك الخطة لم تؤدِ إلى التغيير المطلوب، من وجهة نظر أوباما، وأدت إلى اضطراب أوسع ووضع استراتيجي مفكك.
كما ناقش الفصل الثاني لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، مع التركيز على منطقة الهلال الخصيب التي تضم: فلسطين، ولبنان، وسوريا، والعراق، والأردن، مؤكدًا أهمية هذه الدول في استقرار المنطقة وضرورة توحيدها داخليا.
وأوضح أن العراق دولة قادرة ليس بالمعنى الحربي، وإنما بالمعنى الثقافي العقائدي السياسي والأمني، مضيفًا أن «سوريا دولة مهمة جدًا وهي قلب العروبة النابض، وبدونها يحدث اضطراب».