حرب ترامب التجارية.. هل تلقي بظلالها على أداء البورصة المصرية؟
![حرب ترامب التجارية.. هل تلقي بظلالها على أداء البورصة المصرية؟](https://emegypt.net/uploads/images/202502/image_870x_67a8a1339c4a4.webp)
تتباين آراء خبراء الأسواق المالية حول تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، على تطور السوق المحلية.
وبينما يرى البعض أن هذه التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين ستؤثر سلباً على كافة الأسواق الخارجية، بما في ذلك مصر، يرى آخرون أن السوق المحلية لن تتأثر لأنها تعتمد على مؤسسات محلية، كما قالوا في حديثهم لمجلة مصر.
وأثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية و25% على الواردات من كندا والمكسيك اعتبارا من الثلاثاء الماضي، قبل أن يقرر تعليق هذه الرسوم لمدة شهر، مخاوف من اندلاع حرب تجارية وارتفاع التضخم وتراجع أداء العديد من الشركات.
وفي رد فوري، قررت الصين فرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على الواردات الأميركية اعتبارا من يوم غد، وهو ما من شأنه أن يزيد من حدة الصراع ويخلف تداعيات على بقية العالم.
وتزداد أهمية البورصة المصرية في عام 2025 بعد تولي رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي رئاسة الوزراء. وكان مصطفى مدبولي أعلن في وقت سابق استئناف برنامج إصدارات الدولة بطرح عشر شركات من خلال الطرح المباشر في البورصة أو البيع لمستثمر استراتيجي.
البورصة المصرية ليست معزولة عن العالم
قالت خبيرة البورصة حنان رمسيس، إن تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين يؤثر بالفعل على أداء البورصات العالمية، ومن بينها البورصة المصرية.
وأوضحت لمجلة مصر أن حجم التداول القوي في الأسواق انعكس على تطور المؤشرات، خاصة في ظل هذه الحرب التجارية الشاملة.
وأضافت أن السوق المحلي يتأثر بالأحداث العالمية، إضافة إلى رغبة ترامب في نقل سكان غزة إلى مصر، وهو ما يساهم في تعميق الأزمة في المنطقة، خاصة بسبب رد فعل الصين بشأن رفضها تقديم تسويات سياسية مع الفلسطينيين.
وأشار رمسيس إلى أن كل تلك الأحداث ساهمت في هبوط المؤشر الرئيسي دون مستوى 30 ألف نقطة.
وأشارت إلى أن رد الرئيسين المكسيكي والكندي برغبتهما في فرض عقوبات على المنتجات الأميركية واستبدالها بمنتجات صينية ساعد ترامب على تخفيف لهجته التهديدية. وهو ما ساهم في تعافي الأسهم تدريجياً في الآونة الأخيرة.
وأشار رمسيس إلى ارتفاع المؤشرات المصرية، التي تجاوزت حاجز الـ30 ألف نقطة خلال تعاملات اليوم. وحظي ذلك بدعم من عمليات الشراء التي قامت بها المؤسسات، وهو ما يفسره أن السلوك السائد لدى المتداولين هو البيع لتحقيق الأرباح. خوفا من تصعيد الأحداث في المنطقة.
وأكدت أن التلون الأحمر لمؤشرات الأسواق العالمية له تأثير سلبي على السوق المحلية، حيث نتأثر بسرعة تعاملاتهم – المؤسسات الأجنبية – مع المؤشر الرئيسي.
المعاملات المحلية المهيمنة
ترى خبيرة البورصة آمال سليمان، أن تصاعد التوترات بين الشرق والغرب لا ينعكس على أداء البورصة المصرية، خاصة بعد أن تم رصد مشتريات صافية من الأجانب في بعض جلسات التداول خلال الفترة الماضية. اثبت وجودك في السوق.
وأضافت أن حصة التداول الأجنبي من إجمالي تداولات السوق صغيرة لأن البورصة تعتمد بشكل أكبر على المؤسسات المحلية.
وأكدت أن حركة المؤشر القيادي كانت عبارة عن امتداد أفقي بين منطقة 29650 نقطة ومنطقة 31 ألف نقطة.
سيناريوهان
وقال خبير الأسواق المالية محمد مهدي، إننا نشهد حاليا “فترة وقف إطلاق نار” بعد أن منح ترامب لشركائه التجاريين الأكبر الصين والمكسيك وكندا فترة راحة لمدة شهر في الأول من فبراير/شباط قبل إحياء الحرب التجارية.
وأضاف أن هناك سيناريوهين في بداية مارس/آذار: الأول هو إضعاف الحرب التجارية بين الدول، فيما السيناريو الثاني هو استئناف فرض الرسوم الجمركية.
وأوضح المهدي أن فرض الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة بأكثر من 20% سيكون له آثار سلبية في صورة زيادة معدلات التضخم خاصة في الدول النامية مثل مصر، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر لمصر.
وأكد أن ارتفاع معدلات التضخم يؤثر على الأسواق العالمية، بما في ذلك السوق المحلية، وأن ذلك يساهم أيضاً في تباطؤ تعديلات أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما سيكون له بدوره تأثير أكبر على أسواق الأسهم.