البنوك تبدأ التحوط من تأثير الخفض المرتقب للفائدة على الربحية

منذ 4 أيام
البنوك تبدأ التحوط من تأثير الخفض المرتقب للفائدة على الربحية

وقال مصرفيون لمجلة مصر إن البنوك ستبدأ تنفيذ مرحلة جديدة من خططها التقشفية خلال العام الجاري لحماية نفسها من تراجع الربحية وسط تزايد الرهانات على خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة قريبا.

ويعقد البنك المركزي الخميس المقبل اجتماع لجنة السياسة النقدية للمرة الأولى هذا العام، بعد أن ظلت تشكيلتها دون تغيير للمرة السادسة على التوالي في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقد بدأت بعض البنوك بالفعل في التحوط ضد انخفاض أسعار الفائدة. وأوضح دليل على ذلك قيام البنك التجاري الدولي، أكبر البنوك الخاصة في مصر، بخفض سعر الفائدة على شهادات الادخار بنسبة ثلاثة في المائة كإجراء وقائي.

وفي هذا الشهر، خفض بنك قطر الوطني سعر الفائدة على شهادات الادخار بنسبة 0.5% إلى 1%، فيما خفض البنك المصري الخليجي سعر الفائدة على شهادات الادخار ذات العائد الثابت لأجل 3 سنوات بنسبة 1.5%.

اختبارات الإجهاد بشأن خفض أسعار الفائدة

وقال نائب المدير العام لأحد البنوك إن البنوك استكملت تطوير استراتيجياتها وسيناريوهات الضغوط في ظل خفض أسعار الفائدة المتوقع. لقد فعلوا ذلك من قبل عندما تم رفع سعر الفائدة في ضوء المخاطر المحتملة وعواقبها على الربحية.

ومن بين التدابير التي تعمل عليها أغلب البنوك حاليا طرح أدوات ادخارية بسعر فائدة متغير ــ مرتبط بسعر فائدة الممر الذي يحدده البنك المركزي ــ بدلا من أسعار الفائدة الثابتة، وهو ما يخفف تلقائيا عبء تكاليف الفائدة مع كل قرار يتخذه البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة.

ومن أجل تجنب أعباء الفائدة المتوقعة، تمتنع البنوك، بحسب نائب رئيس البنك، عن طرح أدوات ادخارية طويلة الأجل بأسعار فائدة ثابتة لمدة ثلاث سنوات أو أكثر، مثل تلك التي يقدمها البنك الأهلي المصري وبنك مصر المملوكان للدولة. والهدف هو تجنب الضغوط المتوقعة على الربحية نتيجة لخفض أسعار الفائدة.

ويتم تعويض أسعار الفائدة المتغيرة على أدوات الادخار بأسعار الفائدة المتغيرة على القروض، بحيث تعكس تكلفة الودائع والقروض أي إجراء يتخذه البنك المركزي في إطار سياسة واحدة.

وقال نائب رئيس البنك إنه على الرغم من وجود بنوك تقدم أدوات ادخار متوسطة وطويلة الأجل بأسعار فائدة ثابتة، إلا أنه يجب تعويضها بقروض بأسعار فائدة ثابتة لتجنب مخاطر التكلفة في حال خفض أسعار الفائدة.

بدء مرحلة جديدة

وقال رئيس أحد البنوك الخاصة العاملة في السوق المصرية، إن البنك بدأ الاستعداد لمرحلة جديدة مع نهاية المرحلة الحالية. في ظل انخفاض معدل التضخم، يخطط البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة العام المقبل.

وأوضح أن البنك بدأ بتخفيض أسعار الفائدة على شهادات الادخار طويلة الأجل ذات العائد الثابت، وذلك لتجنب اضطراره لدفع أسعار فائدة مرتفعة لعملائه خلال السنوات الثلاث المقبلة، حيث يفتقر البنك إلى فرص الاستثمار طويلة الأجل لاستثمار هذه المدخرات بشكل مربح.

وأضاف: «حالياً، العائد على سندات خزامى ذات العائد الثابت لمدة ثلاث سنوات أقل من العائد الذي تقدمه البنوك على الشهادات. وهذا يدفع البنوك إلى خفض سعر الفائدة على الشهادات لتتوافق مع سعر الفائدة على السندات.

على مستوى القروض الفردية، لا يستطيع العملاء حالياً اقتراض الأموال بأسعار الفائدة المرتفعة الحالية، والسوق لا يقبلهم. وقال الرئيس التنفيذي للبنك إن البنك قام بإعادة هيكلة أسعار الفائدة على ودائع التوفير لديه وفقاً لسياسة العرض والطلب.

وأكد أن هذه الاستراتيجية تأتي ضمن سيناريوهات اختبارات الضغط التي تجريها البنوك على محافظ القروض والودائع في كل دورة متوقعة من خفض أو رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي. بالإضافة إلى ذلك، يتم فحص سيناريوهات أخرى أيضًا، بما في ذلك اختبارات الإجهاد للمعاملات ذات مخاطر السيولة وسعر الصرف.

لا يوجد تباطؤ مثير للقلق

توقع أحمد معطي، الرئيس التنفيذي لشركة VI Markets في مصر، تراجع أرباح البنوك بشكل متواضع خلال العام الجاري، بسبب الخفض المتوقع لأسعار الفائدة من جانب البنك المركزي المصري.

وأوضح أن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة بنحو 6 إلى 8 في المئة خلال الفترة الحالية، وهو ما سيكون له تأثير بطبيعة الحال على تراجع ربحية البنوك، والذي يعود بشكل كبير إلى ارتفاع أسعار الإقراض العام الماضي.

ولمواجهة الضغوط التضخمية الناجمة عن تحرير سعر الصرف، رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بنحو 8% في الربع الأول من العام الماضي، بما في ذلك زيادة قدرها 6% في مارس/آذار، لتصل إلى مستويات قياسية بلغت 27.25% للودائع و28.25% للقروض.

يؤدي توسيع الإقراض إلى تقليل الضغوط الهبوطية على الربحية

وبحسب أحمد معطي، فإن البنوك ستعوض تراجع ربحيتها بسبب خفض أسعار الفائدة المتوقع في «الممر» من خلال توسيع إقراضها للعملاء وتوسيع أنشطتها.

من جانبه، قال رئيس التحليل الفني في شركة النعيم القابضة للاستثمارات إبراهيم النمر، إن خفض أسعار الفائدة المتوقع من ناحية أخرى سيؤدي إلى زيادة الطلب على الائتمان وانتعاش القطاع الخاص، ما سيساعد في دعم ربحية البنوك من خلال زيادة حجم محافظ القروض وتقليل تباطؤ ربحيتها الناجم عن خفض أسعار الفائدة.

وبحسب النمر فإن البنوك الأخرى -باستثناء البنك الأهلي المصري وبنك مصر المملوكين للدولة- ستحذو حذو البنك التجاري الدولي وتخفض سعر الفائدة على شهاداتها، سواء قبل أو بعد خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة. وتهدف البنوك من خلال ذلك إلى تخفيف أعباء الفائدة على ودائعها بالتوازي مع خفض أسعار الفائدة على قروضها، وبالتالي تخفيف الضغوط المتوقعة على ربحيتها هذا العام.

ترتبط قروض الشركات الكبرى للبنوك بسعر الفائدة على الإقراض في البنك المركزي (الممر). عندما يخفض البنك المركزي سعر الفائدة، ينخفض تلقائياً سعر الفائدة على القروض للبنوك، والمقدر بتريليونات الجنيهات، ومعه ينخفض ربحية البنوك من الفائدة المستحقة، والعكس صحيح عندما يرتفع سعر الفائدة.


شارك