لماذا يتجه لاعبون حاليون لشراء أندية كرة قدم؟

يبدأ اللاعبون الحاليون في اتخاذ اتجاه جديد من خلال شراء أندية كرة القدم، على الرغم من أن الاستثمار قد لا يكون مربحًا.
في فبراير/شباط الماضي، استحوذ البرازيلي فينيسيوس جونيور على ما بين 70 و80 في المائة من أسهم نادي ريباتيخو، وهو فريق يلعب في دوري الدرجة الثانية البرتغالي، مقابل نحو 8 ملايين يورو.
وجاءت خطوة فينيسيوس بعد أشهر قليلة من استحواذ زميله في الفريق كيليان مبابي على نادي كان الفرنسي مقابل 15 مليون يورو من خلال صندوق الاستثمار الخاص به “كواليشن كابيتال”، الذي يمتلك 80% من أسهمه.
وقال لوك أرونديل، رئيس الأبحاث في المركز الوطني للأبحاث العلمية، والباحث والأستاذ المشارك في مدرسة باريس للاقتصاد، لصحيفة ليكيب : “هناك أكثر من 100 لاعب نشط أو سابق أصبحوا مالكين أو مساهمين في أحد الأندية”.
وأضاف: “القائمة تضم نجولو كانتي وزلاتان إبراهيموفيتش وكريستيانو رونالدو وجيرارد بيكيه، لكن مبابي انضم في سن صغير”.
يميل لاعبو كرة القدم إلى الاستثمار في سن أصغر وقد لا يكون الهدف هو تحقيق الربح.
وقال كيفن بيزلي الشريك الإداري في شركة إيليت باريموين: “من الناحية المالية، ليس من المنطقي تشجيع الاستثمار في النادي، وخاصة في فرنسا، وهو ما يتعارض مع الاتجاه الحالي”.
وتابع: “لكن إذا كنت تريد تحقيق ربح من استثمارك، فسوف تضطر إلى إنفاق ما لا يقل عن 100 مليون يورو، وهو ما يفوق ميزانية أبرز اللاعبين”.
ويتفق أرونديل مع بيزلي قائلاً: “الاستحواذ على الأندية ليس مربحًا بشكل عام، إلا في حالات نادرة، مثل إعادة البيع السريع، وهو ما لا يبدو أن اللاعبين يفعلونه”.
القرارات العاطفية
وتختلف نوايا اللاعبين عند تغيير أنديتهم، مثل كانتي الذي تولى تدريب نادي فيرتون المنتمي للدرجة الثالثة البلجيكية. ومع ذلك، أعربت الأغلبية عن رغبتها في تقديم شيء ما في المقابل للأندية التي منحتهم هذه الفرصة.
لكن هذا الاعتبار لا يعفي اللاعب الذي يقدم على هذه الخطوة من الانتقادات والتشكيك، لأنه سيكون أول من يتحمل المسؤولية أمام الجماهير في حال تدهور النتائج.
ويقول أحد وكلاء اللاعبين في الدوري الفرنسي والذي فضل عدم الكشف عن هويته: “في البداية، سوف يستفيدون من حماس جماهير النادي والصحافة الفضولية، ولكن على المدى الطويل فإنهم يخاطرون بتدمير صورتهم”.
لغات الجماهير
ويرى الوكيل أن اللاعب سيتحمل المسؤولية الأساسية عن مشاكل الإدارة ومن عينتهم وسيكون هدفا سهلا خاصة وأنه سيكون بعيدا عن النادي بسبب مسيرته المستقبلية في النادي الذي يلعب له.
وهذا يشبه ما فعله مبابي في اليوم التالي لفوز ريال مدريد على مانشستر سيتي في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا.
وقال مبابي أثناء حضوره مباراة لفريقه كاين: “أردت المجيء إلى هنا منذ فترة طويلة، لكن ذلك لم يكن ممكنا”. “أردت أن أبقى على اتصال مع اللاعبين والموظفين حتى يعرف الناس مدى أهمية وجودي هنا وأن النادي يعني الكثير بالنسبة لي”.
في بداية فبراير/شباط، تعرض محيط مبابي لانتقادات شديدة من جماهير كان، الذين أعربوا عن استيائهم من موقف الفريق المتساهل وعدم التدخل.
ويقول بايزلي: “أعتقد أن اللاعبين لا يقدرون العمل والاستثمار الذي يتم بذله في هذا المجال”.
وأضاف بايزلي مشيدًا بمبابي بشكل غير مقصود: “يجب أن تتمتع بخبرة رياضية ومالية، ويجب أن تتمتع بحس ريادة الأعمال، مع مفاهيم الموارد البشرية والتسويق والإدارة”.
المشروع الصحيح
ويريد اللاعبون كسب ثقة الجماهير والدفاع عنها من خلال العودة إلى المكان الذي تألقوا فيه ذات يوم، لكن وكيل اللاعب لديه أفكار أخرى.
“أنصح اللاعب الذي يريد شراء نادٍ بأن يختار فريقًا لديه تاريخ مشترك معه وبالتالي روابط عاطفية حقيقية”، كما يقول الوكيل.
لكن هذا الأمر يختلف عن خطط لاعب ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد، الذي أراد شراء نادي نانت عبر صندوق استثماري إنجليزي يديره والده.
ويقوم بيزلي بفحص كل حالة مع اللاعبين الذين يقدم لهم المشورة مع الاهتمام بالتفاصيل. ولهذا السبب، ورغم جدية المشروع، نصح مبابي بعدم تولي تدريب أي ناد في منطقة باريس خوفا من تعريض نفسه لمخاطرة كبيرة.
وأضاف: «في إحدى المرات اتصل أحد صناديق الاستثمار بأحد عملائي وعرض عليه مشروعا طموحا لشراء نادي نيور. وأعجب اللاعب بالفكرة، لكننا نصحناه بعدم المشاركة لأن المخاطر كبيرة والسياق غير مناسب”.
كان التعاقد مع لاعب النصر السعودي ساديو ماني من نادي البرج في مارس 2024 أكبر من المشروع الفعلي وكان بمثابة مغامرة إنسانية.
وقال شيخ سيلا، صديق اللاعب السنغالي: “ماني لا يحتاج إلى النادي، لكنه جاء من أجل مغامرة إنسانية ومشروع يتجاوز بورج. هناك على سبيل المثال إمكانية إقامة مركز تدريب في السنغال حيث يمكنهم العمل مع بورج”.
وتابع: “ماني أخبرنا أن الهدف هو التدريب وتوفير الفرص، لذا فإن الاستحواذ على بورج كان مشروعًا طويل الأمد”.