هل تنقذ عودة بوكايو ساكا موسم أرسنال؟

يقترب بوكايو ساكا، نجم أرسنال الإنجليزي، من العودة إلى تشكيلة الفريق في بقية الموسم الجاري، بعد غياب دام ثلاثة أشهر عن الملاعب. بسبب تمزق ألياف العضلات في الفخذ.
وشارك ساكا في تدريبات أرسنال اليوم الخميس، استعدادا للجولة 30 من الدوري الإنجليزي الممتاز. ويستضيف ملعب الإمارات فريق فولهام الذي يأمل في ضمان مكانه في بطولة أوروبا الموسم المقبل. ويواجه بعد ذلك رحلة محفوفة بالمخاطر إلى ليفربول لمواجهة إيفرتون قبل مواجهة مريرة في دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد.
ومثلت إصابة ساكا انتكاسة كبيرة لطموحات أرسنال في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، لكن عودته تثير تساؤلات حول تأثيره على زملائه في الفريق، وخاصة مارتن أوديجارد وإيثان نوانيري وبن وايت.
عودة ساكا نقطة تحول في مسيرة أرسنال
قدمت شبكة سكاي سبورتس تحليلاً رقمياً لتأثير غياب بوكايو ساكا الطويل عن الملعب على أرسنال منذ تعرضه لإصابة في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز ضد كريستال بالاس في 21 ديسمبر 2024.
ذكرت شبكة سكاي سبورتس: “يواصل ساكا صدارة هدافي أرسنال هذا الموسم، برصيد 22 تمريرة حاسمة في 24 مباراة قبل إصابته ضد كريستال بالاس. هذا يعني أنه صنع ثلاث تمريرات حاسمة أكثر من أي لاعب آخر في الفريق، رغم غيابه الطويل”.
إحصائيًا، خاض ساكا أفضل موسم في مسيرته منذ ظهوره الأول مع آرسنال في موسم 2019/2020، حيث سجل متوسط 1.08 هدفًا لكل 90 دقيقة. وهذا يجعله ثاني أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد محمد صلاح.
ومع عودته التدريجية لتدريبات أرسنال، أصبح من الواضح مدى حاجة المدرب ميكيل أرتيتا لعودة لاعبه النجم في أسرع وقت ممكن لمساعدة الفريق في جمع أكبر عدد ممكن من النقاط في الجولات الأخيرة على أمل انتزاع اللقب من ليفربول في مهمة شبه مستحيلة.
كان على الفريق أن يتعامل مع الإصابات، لكن غياب ساكا كان الأسوأ.
عانى الجانرز من غيابات كبيرة هذا الموسم. سيغيب صانع ألعابهم النرويجي مارتن أوديجارد عن الملاعب لمدة ثلاثة أشهر. بسبب إصابات في الكاحل، أنهى الثنائي جابرييل جيسوس وكاي هافرتز موسمهما؛ وبسبب مشاكل في الركبة، تعرض غابرييل مارتينيلي أيضًا لإصابة عضلية.
لكن رغم كل هذا، يظل غياب ساكا هو الأخطر بالنسبة لأرسنال من بين كل الأسماء التي تم ذكرها. قبل إصابته، قلص أرسنال الفارق مع ليفربول إلى ثلاث نقاط فقط، لكن مع مرور الأسابيع وخلال غياب اللاعب المستمر، اتسع الفارق إلى 12 نقطة، ما يعكس تأثير ساكا في نظام أرتيتا الهجومي.
وبحسب إحصائيات “أوبتا”، كان ساكا مسؤولا بشكل مباشر عن 40% من أهداف آرسنال وقت إصابته. ويؤكد هذا أنه تحت قيادة ميكيل أرتيتا أصبح اللاعب الأكثر تأثيرًا في أسلوب لعب الفريق، سواء كمسجل أو كمصدر للفرص، خاصة من الكرات الثابتة، التي تراجعت بشكل كبير خلال غيابه.
السؤال الأهم الآن: هل سيعود ساكا إلى التشكيلة الأساسية فورًا؟ ولم يضطر اللاعب لأخذ قسط من الراحة لفترة طويلة منذ عام 2019، لذا فإن استعادة مستواه البدني والفني يمثل تحديًا جديدًا له وللمدرب أرتيتا.
ورغم الحاجة الماسة إليه، فإن الاستعانة به بشكل مباشر قد تكون محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل الضغوط الكبيرة التي تفرضها مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز ومباراتي ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد.
ربما يكون آرسنال قد خسر لقب الدوري، لكن الصراع على التأهل لدوري أبطال أوروبا لا يزال مستمرا. لذا فإن عودة ساكا ستكون بمثابة طوق نجاة لأرسنال من أجل إنهاء هذا الموسم الصعب بقوة، حتى لو لم تكن كافية لإعادة الفريق إلى المنافسة على الصدارة أمام ليفربول، الذي يحتاج فقط إلى الفوز بالدوري لتجنب موسم بلا لقب.