٧٪ من الاقتصاد العالمي عرضة للخطر بسبب سياسة ترامب التجارية

حذّرت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو إيويالا، من تداعيات خطيرة للحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، مؤكدة أن استمرار التصعيد بين أكبر اقتصادين في العالم قد يؤدي إلى تقليص ما يصل إلى 80% من تجارة السلع بينهما، مع تأثيرات ممتدة قد تمحو نحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي على المدى الطويل.

وجاء تحذير المنظمة في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية لتصل إلى 125%، في خطوة وصفت بأنها تصعيد جديد في المواجهة التجارية بين القوتين العظميين.

وقالت أوكونجو إيويالا في بيان رسمي: “تشير تقديراتنا الأولية إلى أن التجارة الثنائية في السلع بين الولايات المتحدة والصين قد تنخفض بنسبة 80% نتيجة التوترات الحالية”، مضيفة أن “انقسام النظام التجاري العالمي إلى كتلتين اقتصاديتين متنافستين قد يؤدي إلى تقليص الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تصل إلى 7% مستقبلاً”.

وأوضحت أن الصين والولايات المتحدة تمثلان معاً نحو 30% من حجم التجارة العالمية، محذرة من أن استمرار النزاع سيوجه “ضربة قاسية للتوقعات الاقتصادية على مستوى العالم”.

ورغم الإجراءات الأمريكية الأخيرة، أعلن ترامب تعليق الرسوم الجمركية “المتبادلة” لمدة 90 يوماً، مشيراً إلى انفتاح أكثر من 75 دولة على التفاوض، ما دفع واشنطن إلى إفساح المجال أمام الجهود الدبلوماسية.

وفي سياق متصل، حذرت إيويالا من خطر “تشظي” النظام التجاري العالمي على خلفية التوترات الجيوسياسية، مؤكدة أن “إعادة ترتيب التجارة على أسس سياسية لا يخلو من مخاطر عميقة”.

من جانبهم، أعلن وزراء اقتصاد دول رابطة جنوب شرقي آسيا، خلال اجتماع افتراضي عُقد الخميس، التزامهم بعدم الرد بإجراءات انتقامية على الرسوم الجمركية الأمريكية، معربين عن استعدادهم الكامل للدخول في “حوار صريح وبنّاء” مع واشنطن.

وقال وزراء آسيان، التي تُعد خامس أكبر اقتصاد في العالم، في بيان مشترك: “نشعر بقلق بالغ إزاء الإجراءات الجمركية الأحادية الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة، بما فيها تلك المعلنة في الثاني من أبريل والمعلّقة في التاسع من الشهر نفسه”، مؤكدين أن التعاون والحوار هما السبيل الأمثل لضمان استقرار العلاقات التجارية.

وترأس الاجتماع وزير الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزي، تنكو ظافر العزيز، في ظل تولي ماليزيا الرئاسة الدورية للرابطة، التي تضم عشر دول تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكية في صادراتها.