تحت شعار كرسي الشهيد.. جامعة الأزهر تناقش منح شهادة الدكتوراه لباحثة بعد وفاتها

في صباح اليوم، علت الوجوه رهبة ممزوجة بالإجلال داخل قاعة المحاضرات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، القاعة التي شهدت عشرات المناقشات الأكاديمية، بدت مختلفة تمامًا في هذا اليوم، لا أحد ينتظر ردودًا من الباحثة، ولا أحد يتوقع تصحيحًا أو توضيحًا منها، لأن الباحثة لم تكن بين الحضور، لكنها كانت حاضرة في القلوب، وعلى لسان الجميع.
وأعلنت جامعة الأزهر في مشهد غير مألوف لكنه مفعم بالمشاعر، عن مناقشة رسالة دكتوراة للباحثة الراحلة هانم محمود أبواليزيد محمد أبوالعزم، المدرسة المساعدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات – فرع بورسعيد، بعد وفاتها، تقديرًا لما بذلته من جهد وعلم طوال سنواتها في البحث والدراسة.
وبدأت الراحلة هانم إعداد رسالتها منذ أربع سنوات، وتابعت بكل التزام مع لجنة الإشراف، حتى سلمت نسخ الرسالة للجنة العلمية، تمهيدًا للمناقشة، لكن القدر اختار أن تُنادى إلى لقاء أبدي، قبل أن تُنادى لمناقشتها.
ورغم رحيلها، استكملت اللجنة العلمية خطوات المناقشة احترامًا لجهدها، وتم اعتمادها رسميًا، ليُعلن عن جلسة مناقشة خاصة اليوم الثلاثاء، 15 أبريل، بمدرج الدكتورة شفيقة الشهاوي.
ربما لم تجلس على المقعد كما تفعل كل الباحثات، لكنها كانت هناك، في الرسالة التي ألفتها، في دموع زميلاتها، وفي فخر أسرتها، ووُضع اسمها على الكرسي، تمامًا كما وُضع اسمها على شهادة الدكتوراة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تسطر فيها جامعة الأزهر لفتات إنسانية لمنتسبيها، فقد سبق أن أجرت مناقشة علمية لباحث من كلية التجارة وهو على سرير المشفى، ساعات قبل أن يُفارق الحياة.