تزايد طلبات إعانة البطالة في أمريكا: هل تتحمل سوق العمل التحدي؟

سجلت طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة ارتفاعًا طفيفًا الأسبوع الماضي، مما يعكس استمرار متانة سوق العمل رغم تنامي المخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل.
أعلنت وزارة العمل الأمريكية اليوم الخميس، عن ارتفاع عدد الطلبات بمقدار 6 آلاف ليصل إلى 222 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في 19 أبريل الحالي، متجاوزًا قليلاً توقعات المحللين التي كانت تشير إلى 220 ألف طلب، وفقًا لـ “رويترز”.
وتعد طلبات إعانة البطالة الأسبوعية مؤشراً رئيسيًا على وتيرة تسريح العمال، وظلت ضمن نطاق مستقر نسبيًا يتراوح بين 200 ألف و250 ألف طلب على مدار السنوات القليلة الماضية.
ورغم تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن بعض تهديداته بفرض رسوم جمركية، لا يزال القلق قائمًا بشأن تأثير تباطؤ الاقتصاد العالمي المحتمل على سوق العمل الأمريكية، التي أظهرت مرونة لافتة تاريخيًا.
وأثارت سياسات ترامب، بما في ذلك خططه لخفض القوى العاملة في الحكومة الفيدرالية، جدلًا واسعًا منذ بداية ولايته.
ولم يتضح بعد متى ستنعكس تخفيضات الوظائف الحكومية التي أمرت بها “وزارة كفاءة الحكومة (DOGE)”، برئاسة إيلون ماسك، على بيانات البطالة الرسمية، لكن التأثيرات بدأت تشعر بها بالفعل الوكالات خارج واشنطن العاصمة.
وشملت هذه التخفيضات عددًا من الوكالات الفيدرالية، مثل: وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، ودائرة الإيرادات الداخلية، وإدارة الأعمال الصغيرة، ووزارة شؤون المحاربين القدامى، ووزارة التعليم.
رغم بروز مؤشرات على تباطؤ نسبي خلال العام الماضي، لا تزال سوق العمل الأمريكية تظهر متانة واضحة، مع استمرار وفرة الوظائف الشاغرة وانخفاض معدلات التسريح.
وكشفت بيانات رسمية في وقت سابق من هذا الشهر عن إضافة أصحاب العمل في مارس الماضي 228 ألف وظيفة جديدة، في أداء فاق التوقعات.
وعلى الرغم من ارتفاع معدل البطالة تدريجيًا إلى 4.2 في المائة، لا يزال منخفضًا نسبيًا مقارنة بالمعايير التاريخية.
أظهر تقرير وزارة العمل أيضًا أن متوسط عدد طلبات إعانة البطالة على مدار 4 أسابيع (وهو مقياس يقلل من تأثير التقلبات الأسبوعية) انخفض بمقدار 750 طلبًا ليصل إلى 220 ألفًا و250 طلبًا.
وانخفض أيضًا إجمالي عدد الأمريكيين الذين يتلقون إعانات بطالة للأسبوع المنتهي في 12 أبريل الحالي، بمقدار 37 ألفًا ليصل إلى 1.84 مليون مستفيد.