عبد الرحمن مصطفى: تذكروا بالفضل بينكم يا جمهور الأهلي!

لا شيء أسوأ من أن يخذلك جمهورك، الجمهور الذي هتف باسمك من أول مباراة فزت فيها بمسيرتك حتى وصلت بدعمهم إلى منصات التتويج، لتصبح في مرحلة تعانق فيها أحلامك عنان السماء، وفجأة تستفيق على كابوس حقيقي يضعك في مواجهة مباشرة مع هذا الجمهور الذي حوّل مساندته إلى عداء غير مبرر.

السطور الماضية، هي التي عاشها السويسري مارسيل كولر المدير الفني الذي رحل بشكلٍ لا يليق بما قدمه طوال مسيرته مع الأهلي، جعلته أحد أفضل المدربين في تاريخ القلعة الحمراء، إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق بعد الأسطورة البرتغالي مانويل جوزيه.

لا يخفى على أحد ما قدمه كولر خلال مسيرته مع الأهلي، التي بدأت يوم 9 أغسطس سبتمبر لعام 2022، عندما أعلن النادي عن تعيينه رسميًا، ليبدأ مهمة التتويج بالبطولات التي وصلت إلى 11 لقبًا، وهو عدد ليس بالسهل أن يحققه مدرب في مدة وصلت إلى عامين، منهم ألقاب قارية غابت لسنوات عن دولاب بطولات القلعة الحمراء.

كولر الذي هتف الجمهور باسمه ووصفه بأنه أحد أفضل المدربين على الإطلاق في تاريخ الأهلي، تحوّل دعمهم اللامحدود إلى مطالبات بالإقالة وهجوم مستمر عليه خلال الفترة الأخيرة، وكأن المدرب لم يقدم شيئًا يُذكر في مسيرته التي ملئتها الإنجازات والبطولات.

بالنظر إلى الأرقام التي حققها كولر مع الأهلي، ليس من السهل أن يفعلها مدرب خلال عامين، فاستطاع المدرب على مدار 28 شهرًا، أن يتوج بـ11 لقبًا، وهم دوري أبطال إفريقيا مرتين، والدوري المصري مرتين، وكأس مصر مرتين، والسوبر المصري 4 مرات، بالإضافة إلى تتويج الفريق ببرونزية كأس العالم للأندية، وكأس إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ مرة واحدة.

ليس طبيعيًا أن ينكر أحد تراجع مستوى الأهلي تحت قيادة كولر، خلال النصف الأول من عام 2025، آخرها الخروج بمستوى سيء أمام صن داونز، في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، الأمر الذي عرّضه للإقالة من منصبه، لكن من غير المنطقي أن يتعرض لهذا الهجوم الذي تعرض له.

كولر بدلًا من أن يرحل عن الأهلي بصورة تليق بما قدمه، تعرض لهجوم من بعض الجماهير التي تواجدت في مدرجات استاد القاهرة، والتي ألقت عليه زجاجات المياه، في لحظة عاش في المدرب السويسري حالة من الخوف مصحوبة بالذهول، وكأنه يسأل نفسه «من الذين يهاجمونني؟.. هل هم جمهور فريقي؟»، وهو أمر غير معتاد ومستنكر من جمهور القلعة الحمراء الذي طالما هتف «على الحلوة والمرة معاه».

الغريب أن جمهور الأهلي في لحظة من اللحظات، يبدو أنه نسيّ فضل المدرب السويسري الذي قاد الفريق للقبين متتالين في دوري أبطال إفريقيا، وودع الثالث من الدوري نصف النهائي للبطولة، نسيّ ما قدمه أمام كبار منافسيه من أداء مميز أنهاه الفريق بالوقوف بطلًا على منصات التتويج.

إلى جماهير الأهلي الغفيرة «لا تنسوا الفضل بينكم»، عليكم أن تتذكروا ما قدمه المدرب السويسري من مسيرة ناجحة، فالخسارة واردة وطبيعية وهذه هي كرة القدم، لكن ليست عادتكم أن تحوّلوا ذكريات رائعة حفرها المدرب في ذهنه وطالما تحدث عنها أمام وسائل الإعلام الأوروبية بشأن حبكم الكبير له، إلى لحظة لم يكن يتمنى أن يعيشها طوال مسيرته حتى ولو من جمهور منافس، عليكم أن تودعوا كولر بالطريقة التي تليق به وبكم خلال رحيله عن مصر!