كارثة! كيف انهار أتلتيكو مدريد في النصف الثاني من الموسم؟ شاهد الأسباب وراء الانهيار!

منذ 4 ساعات
كارثة! كيف انهار أتلتيكو مدريد في النصف الثاني من الموسم؟ شاهد الأسباب وراء الانهيار!

شهد أتلتيكو مدريد تحولاً دراماتيكياً في موسم 2024-2025. كان الفريق منافسًا قويًا على لقب الدوري الإسباني، لكنه تراجع الآن إلى حد أنه لم يعد ينافس إلا على مكان أوروبي.

صعد أتلتيكو مدريد من صدارة الدوري الإسباني في منتصف الموسم إلى المركز الثالث مع اقتراب الموسم من نهايته.

ويأتي هذا التراجع المفاجئ نتيجة لمجموعة من العوامل الرياضية والإدارية التي أثرت بشكل كبير على أداء الفريق واستقراره.

وفي هذه المقالة سنناقش بالتفصيل أسباب هذا التراجع من خلال أمثلة واضحة وملموسة.

تراجع الأداء في النصف الثاني من الموسم

بعد أن أنهى أتلتيكو مدريد النصف الأول من الموسم في صدارة جدول الترتيب برصيد 44 نقطة، تراجع أداء الفريق في النصف الثاني. في 15 مباراة حتى الآن، لم يسجل الفريق سوى 23 نقطة من أصل 45 ممكنة، وتراجع إلى المركز الثالث.

الإصابات والإرهاق البدني

وكان أحد الأسباب الرئيسية لتراجع أتلتيكو مدريد هو الإصابات المتكررة للاعبيه الأساسيين، مما أثر على تماسك الفريق واستقراره.

على سبيل المثال، تعرض المدافع روبن لو نورماند لارتجاج في المخ أبعده عن تشكيلة الفريق في مباريات حاسمة وترك خط الدفاع دون حماية.

كما غاب القائد كوكي عن العديد من المباريات الحاسمة خلال الموسم بسبب مشاكل بدنية، وهو ما حرم الفريق من خبرته القيادية.

وفي خط الوسط، تعرض رودريجو دي بول لإصابة عضلية أبعدته عن الملاعب، فيما تعرض كليمنت لينجليت لإصابة مماثلة، مما حد من الخيارات التكتيكية أمام المدرب دييغو سيميوني.

ولم يقتصر هذا الإرهاق البدني على الإصابات فقط، بل انعكس أيضا على الأداء الضعيف للاعبين خلال المباريات الأخيرة بسبب جدول المباريات المزدحم.

انخفاض الأداء في المباريات الحاسمة

عانى فريق أتلتيكو مدريد من سلسلة من النتائج السلبية في مباريات حاسمة، وهو ما أثر سلباً على معنويات وثقة اللاعبين.

وفي دوري أبطال أوروبا، خسر الفريق أمام ريال مدريد 4-2 بركلات الترجيح بعد التعادل 2-2 في ربع النهائي.

وفي الدوري الإسباني خسر أمام برشلونة بنتيجة 4-2 رغم تقدمه 2-0 حتى الدقيقة 72، ثم خرج من نصف نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة.

كما فشل الفريق في تحقيق الفوز أمام الفرق الأضعف. على سبيل المثال، خسروا أمام ليجانيس (1-0)، وتعادلوا مع فياريال وسيلتا فيجو بنفس النتيجة (1-1)، ثم خسروا أمام خيتافي 2-1.

وكشفت هذه النتائج السلبية عن ضعف في عقلية الفريق وقدرته على الضغط على المنافسين.

أداء ضعيف بعيدًا

كان أداء أتلتيكو مدريد ضعيفا بشكل خاص خارج أرضه هذا الموسم.

من أصل 17 مباراة خارج أرضه في الدوري الإسباني، خسر الفريق أربع مباريات وتعادل في ست، مما قلص فرصه في البقاء بالدوري.

وعكست هذه النتائج السلبية خارج أرضنا ضعفا في الشخصية الجماعية للفريق.

مشكلة إنهاء الهجمات

ورغم أن أتلتيكو كان يملك مهاجمين موهوبين مثل جوليان ألفاريز وألكسندر سورلوث، إلا أن الفريق وجد صعوبة في خلق فرص سهلة للتسجيل.

وفي مباراة بدوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، أهدر ألفاريز ركلة جزاء حاسمة، وهو ما أثر على ثقته بنفسه وعلى معنويات الفريق بأكمله.

وتراجع أداء سورلوث أيضًا في النصف الثاني من الموسم بعد أن بدأ الموسم بقوة.

وقد أدى هذا التراجع في الفعالية الهجومية إلى عدم قدرة الفريق على حسم المباريات حتى ضد الفرق الأضعف.

عدم الاستقرار التكتيكي

ولجأ المدرب دييغو سيميوني، المعروف بنظامه الدفاعي الصلب، إلى تغييرات تكتيكية باستمرار هذا الموسم بحثا عن حلول هجومية، لكن هذه التعديلات جاءت بنتائج عكسية.

استخدم سيميوني طريقة 4-4-2 التقليدية في بعض المباريات، وفي مباريات أخرى لجأ إلى طريقة 3-5-2، وهو ما تسبب في فقدان اللاعبين للثبات في مراكزهم.

جوليان ألفاريز، نجم الهجوم الجديد للفريق، كان يُستخدم أحيانًا كمهاجم وحيد وأحيانًا أخرى كشريك لسورلوث، وهو ما أثر على كيمياء الثنائي.

كما استخدم سيميوني كوكي كجناح أيمن، وهو المركز الذي لا يتناسب مع قدراته وبالتالي يجعله غير قادر على توفير التعزيز الهجومي اللازم، بحسب موقع ” لاليغا إكسبيرت “.

انخفاض الدعم الشعبي

وكان أتلتيكو مدريد مسرحا لاحتجاجات المشجعين، وخاصة مجموعة “فرينتي أتلتيكو”، الذين أعربوا عن غضبهم من سوء إدارة النادي ونتائجه السيئة.

وفي بعض المباريات، غاب المشجعون عن تشجيع الفريق، فيما تم إغلاق جزء من المدرجات في ملعب ميتروبوليتانو كعقوبة على أعمال الشغب.

وأثر غياب الجماهير، الذي يعد أحد أبرز نقاط قوة أتلتيكو، على معنويات اللاعبين، خاصة في المباريات التي يحتاج فيها الفريق إلى دعم جماهيره.

نقص الاستثمار في المشتريات

ورغم أن أتلتيكو مدريد تعاقد مع مهاجمين مثل جوليان ألفاريز وألكسندر سورلوث، إلا أن الفريق لم يضم تعزيزات كافية في بعض المراكز الأساسية.

ولم يكن خط الدفاع مدعوما بلاعبين من الطراز الرفيع، ما جعل الفريق يعاني من غياب لاعبيه الأساسيين.

كما اعتمد النادي على لاعبين شباب مثل بابلو باريوس، وهو لاعب موهوب لكنه كان يفتقر إلى الخبرة الكافية في المباريات الكبيرة.

إن الاعتماد على اللاعبين عديمي الخبرة في المواقف الحاسمة أضر بتوازن الفريق.

إن خروج أتلتيكو مدريد من سباق لقب الدوري الإسباني إلى كأس أوروبا ليس مصادفة، بل هو نتيجة لسلسلة من العوامل المعقدة التي أثرت على الفريق داخليا وخارجيا.

من الإصابات والإرهاق إلى التغييرات التكتيكية غير المستقرة ونقص الاستثمار في التعاقدات الجديدة، كل هذه العوامل ساهمت في تراجع الفريق.

لكن مع وجود دييغو سيميوني على رأس الفريق، فإن أتلتيكو مدريد لديه الفرصة لإعادة بناء النادي وتصحيح كل شيء في الموسم المقبل، بشرط معالجة هذه المشاكل بشكل فعال.


شارك