كيف عادت الطائرة مرتين لهذا الرجل لأداء فريضة الحج؟ تعرف على قصة عامر القذافي!

في ركن من مطار الجنوب الليبي، وقف عامر المنصور القذافي، شابٌ بسيطٌ يحمل بين كفيه تذكرةً وأمنية. كان قلبه يتّجه إلى الكعبة، يحلم أن يسجد عندها ساجداً، باكياً، شاكراً. أتى ليودّع أهله، لا يعلم أن الطائرة التي ستقله للحج، ستودّعه هي أيضاً مرتين.. لكنها ستعود.
حين وصل عامر إلى المطار، لم تكن المشكلة في الحقيبة، ولا في الوزن الزائد، بل في اسمه. اسمه الذي جعله يقف على عتبة الانتظار الطويل، حيث أخبرته السلطات أنه لا يمكنه الصعود بسبب ‘مشكلة أمنية في الجواز’، حاول أن يشرح، أن يناشد، أن يُفهمهم أن الحج نداء لا يُرد.. لكن الطائرة أقلعت وتركته خلفها.
ورغم أن الجميع قال له ‘ارحل.. ليس لك فيها نصيب’، بقي عامر. لم يغادر صالة المطار، بل ظل هناك، ينتظر شيئًا لا تراه العيون. تمسّك بيقين صامت: ‘سأصعد إلى تلك الطائرة.. لأن نيّتي معلقة بالسماء’.
وهنا، بدأ ما يشبه الحكايات القديمة، وبعد دقائق، عادت الطائرة إلى المطار. كان عطلًا فنيًا مفاجئًا في أجهزة التكييف. فرح عامر، اقترب.. توسّل أن يُسمح له بالصعود، لكن الطيار رفض، بحجة أن المحرك يعمل، والأمر غير ممكن لوجستيًا. وغادرت الطائرة للمرة الثانية، تاركة قلبه معلقًا بها.
قال له الموظفون للمرة الثانية: ‘هذه ليست طائرتك يا عامر’. لكنه ابتسم، وقال: ‘بل هي طائرتي.. وسأركبها إن شاء الله’.
وحدثت المعجزة.
عادت الطائرة مرة ثالثة. هذه المرة، كان العطل مختلفًا، وكانت الرسالة أعمق. حينها، لم يتردّد الطيار أن يقول أمام الركاب:
‘والله لن أطير حتى يركب عامر’.
ركب عامر. بدمعة وابتسامة. صافحه الركاب، وصفقوا له، والتُقطت الصور له وهو يصعد، كأن السماء قررت أن تمنحه تلك اللحظة لتبقى شاهدًا على الإيمان إذا صدق.
وصل عامر إلى مكة، ووقف بين الملايين، ليس كأي حاج، بل كقصة تحكي أن الإخلاص لا يُغلب، وأن من يذهب إلى الله، فإن الله يهيّئ له السُبل.. ولو اضطرت طائرة للعودة ثلاث مرات.