وزير الاتصالات يكشف عن ارتفاع مذهل بنسبة 180% في عدد شركات التعهيد في مصر!

منذ 3 أيام
وزير الاتصالات يكشف عن ارتفاع مذهل بنسبة 180% في عدد شركات التعهيد في مصر!

أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر تواصل جهودها للاستثمار في تحسين قدراتها الرقمية وتبني التقنيات الجديدة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، من خلال تنفيذ استراتيجية متكاملة لبناء مصر الرقمية.

وأضاف أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح أحد ركائز النمو الاقتصادي في مصر، مشيراً إلى أنه أسرع القطاعات نمواً في البلاد بمعدل نمو سنوي يصل إلى 16%. كما تضاعفت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات السبع الماضية، حيث ارتفعت من 3.2% إلى 6%.

جاء ذلك في كلمة الدكتور عمرو طلعت خلال مشاركته في جلسة بعنوان “تسريع التحول الرقمي في مصر من خلال الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو الاقتصادي” ضمن فعاليات منتدى قادة السياسات المصرية الأمريكية 2025، وحضر الجلسة عمر مهنا، رئيس غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، إنجلترا. أحمد الظاهر الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي، وعدد من قيادات شركات التكنولوجيا العالمية.

وأكد الدكتور عمرو طلعت أن المواطن هو محور الاستراتيجية الرقمية لمصر. وتهدف إلى تمكينهم من الوصول إلى الخدمات الرقمية وتطوير مهاراتهم الرقمية بما يؤهلهم للحصول على فرص عمل متميزة. وأشار إلى أنه يتم تقديم مجموعة متنوعة من برامج بناء القدرات الرقمية، والتي تستهدف كافة المواطنين من كافة الأعمار.

وأوضح أن عدد المتدربين ارتفع من 4 آلاف في 2018 إلى 500 ألف متدرب سنويا حاليا، مؤكدا التزام الوزارة بتوفير برامج تعليمية متطورة لتدريب الكوادر الرقمية المتخصصة من خلال إنشاء مدارس “WE” للتكنولوجيا التطبيقية، وهو ما تم تحقيقه حتى الآن في نحو 19 مدرسة بمختلف المحافظات، وكذلك إنشاء جامعة مصر لعلوم الحاسب في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أول جامعة في أفريقيا متخصصة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأشار إلى أن العمل جار حالياً على تهيئة بيئة محفزة للابتكار الرقمي وريادة الأعمال في كافة أنحاء الدولة. وسيتم تحقيق ذلك من خلال نشر مراكز الابتكار الرقمي في مصر، والتي يبلغ عددها حاليًا نحو 24 مركزًا في 20 محافظة.

وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن مصر أصبحت مركزاً عالمياً لتصدير خدمات التعهيد بفضل ما تتمتع به من مزايا تنافسية، وهو ما زاد من ثقة الشركات العالمية في توسيع استثماراتها في مصر. وأوضح أن عدد شركات التعهيد العاملة في مصر ارتفع بنسبة 180% منذ عام 2021، من 64 شركة إلى أكثر من 180 شركة، أنشأت أكثر من 200 مركز خدمات التعهيد. كما ارتفعت صادرات خدمات الاستعانة بمصادر خارجية بنسبة 80% خلال السنوات الثلاث الماضية.

وأكد اهتمام الدولة بتوطين صناعة الإلكترونيات من خلال توفير البيئة المناسبة للشركات للاستثمار في هذا القطاع في مصر. وأشار إلى أنه يوجد حالياً في مصر 9 شركات تصنع الهواتف المحمولة، وأن الهدف هو إنتاج أكثر من تسعة ملايين هاتف محمول العام الجاري، وتحقيق قيمة مضافة محلية تتجاوز 40%.

وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن أكثر من 90% من حركة البيانات بين آسيا وأوروبا تمر عبر مصر. وأشار إلى أن 20 كابلا بحريا دوليا يمر عبر مصر، من بينها خمسة كابلات قيد الإنشاء، فضلا عن 10 محطات إنزال، ومن المخطط إنشاء محطتين إنزال أخريين خلال العام المقبل. كما سلط الضوء على الجهود المبذولة لتوسيع البنية التحتية الرقمية في جميع أنحاء البلاد من خلال نشر كابلات الألياف الضوئية وبناء أبراج الهاتف المحمول.

وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن التحول الرقمي يعد ركيزة مهمة في بناء مصر الرقمية. وأوضح أنه تم توفير أكثر من 200 خدمة حكومية رقمية للمواطنين، وأن هناك العديد من المشاريع لرقمنة العمليات الحكومية قيد التنفيذ، بما في ذلك رقمنة منظومة التأمين الصحي الشامل، وأتمتة نظام حيازة الأراضي الزراعية. وأكد أيضاً على ضرورة بذل الجهود لتهيئة البيئة التنظيمية واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق حوكمة فعالة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى جهود الدولة في تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال تطبيق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي تم إطلاق النسخة الأولى منها عام 2019، واستمرار هذه الجهود من خلال النسخة الثانية من الاستراتيجية التي تم إطلاقها مطلع العام الجاري. وأوضح أن النسخة الثانية من الاستراتيجية تستهدف بناء صناعة الذكاء الاصطناعي مدعومة بالحوكمة والتكنولوجيا والبيانات والبنية الأساسية والنظام البيئي والمهارات لضمان استدامتها وتنافسيتها، وبالتالي دفع عجلة التنمية في مصر. وأوضح أنه يجري حالياً تنفيذ العديد من المشاريع لتطوير التطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي وبالتالي تقديم حلول مبتكرة في عدة قطاعات. وشملت هذه المشاريع تطبيقات الترجمة الآلية، وتطوير النظام القانوني، والكشف المبكر عن العديد من الأمراض، واستخدام صور الأقمار الصناعية لتحديد حدود الأراضي الزراعية وتركيبة غلة المحاصيل.

واستعرض الدكتور عمرو طلعت أهم التطورات في مؤشرات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي تعكس النمو السريع للقطاع. حصلت مصر على تصنيف A في مؤشر جاهزية الحكومة الرقمية للبنك الدولي، كما حصلت على تصنيف “متقدم” في مؤشر الأداء التنظيمي للاتحاد الدولي للاتصالات. وتتصدر مصر أيضًا القارة من حيث متوسط سرعة الإنترنت عبر الخطوط الثابتة.

وأشار إلى أن أسعار الإنترنت الثابت في مصر هي ثاني أقل الأسعار في أفريقيا، مشيرا إلى أن مصر تحسنت بمقدار 46 مركزا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي بين عامي 2019 و2024. كما تعد مصر من بين أفضل ثلاث دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث البيئة المشجعة على نمو الشركات الناشئة وريادة الأعمال.

وفي إطار تعزيز جهود الدولة في تنمية الكفاءات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، شهد الدكتور عمرو طلعت توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة IBM خلال المنتدى. ويهدف الاتفاق إلى التعاون في تدريب وتأهيل 20 ألف متدرب سنويا، أي ما مجموعه 100 ألف متدرب على مدى خمس سنوات، فضلا عن التعاون في تعزيز الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.

تم التوقيع على مذكرة التفاهم من قبل المهندس. تم التوقيع. المهندس رأفت هندي، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي، والمهندس. مروة عباس، المدير العام لشركة IBM شمال شرق أفريقيا. وشارك في الفعالية سعد توما، المدير العام لشركة IBM في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وتنص مذكرة التفاهم على توفير تدريب متخصص من خلال IBM SkillsBuild، وهي منصة تعليمية مجانية مصممة لتسهيل الوصول إلى المهارات التقنية والمهنية اللازمة في سوق العمل المستقبلي من خلال مسارات تعليمية أساسية ومتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى دورة في الحوسبة الكمومية. وتقدم المنصة للمتدربين شهادات رقمية معترف بها في مجالات ذات طلب مرتفع مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والأمن السيبراني.

يستهدف برنامج التدريب جمهورًا واسعًا، بما في ذلك الطلاب وطالبي العمل والمهنيين العاملين، ويقدم موارد متخصصة للإرشاد المهني والإعداد المهني والمشاريع العملية.

وستدعم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هذا التعاون من خلال توفير فرص التدريب، وتنسيق اختيار المجموعات والأفراد المؤهلين – مثل المواهب الشابة والمطورين والموظفين المدنيين وموظفي القطاعين العام والخاص والفنيين والخبراء – للمشاركة في ورش العمل وبرامج التدريب، ودمج شركة آي بي إم في الفعاليات الوطنية الرئيسية حول الذكاء الاصطناعي.

وتنص مذكرة التفاهم أيضًا على أن تساهم شركة IBM في تبادل المعرفة ونقل أفضل الممارسات العالمية بشأن أحدث اتجاهات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها المتقدمة في مختلف القطاعات، فضلاً عن تعزيز الوعي بالميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول.

وأكد الدكتور عمرو طلعت أن هذا التعاون يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق أحد الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وهو توسيع قاعدة المهارات والكفاءات والخبرات المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن ثم تعزيز الجهود الرامية إلى تعظيم إمكانات تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز التحول الرقمي وتحقيق النمو الاقتصادي. وأضاف أن هذا التعاون يأتي في إطار التزام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإقامة شراكات استراتيجية مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية للاستفادة من خبراتها في تدريب الكوادر المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي وتزويدهم بالمهارات الرقمية اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية وتلبية متطلبات سوق العمل المستقبلية.

قالت المهندسة مروة عباس: “تعكس هذه المذكرة التزام آي بي إم المستمر بدعم التحول الرقمي في مصر. ومن خلال منصة IBM SkillsBuild، نعمل على سد فجوة المهارات الرقمية، وتمكين الشباب، وتعزيز ممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية والمسؤولة. ونعمل بشكل وثيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبناء مستقبل رقمي أكثر مرونة واستدامة، قائم على الابتكار وتنمية المهارات الوطنية.”

وأعلن المنتدى أيضًا عن مبادرة لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الرئيسية وتمكين مصر من أن تصبح رائدة في تطبيق التقنيات الحديثة. ويتم تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والوزارات ذات الأولوية ذات الصلة وغرفة التجارة الأمريكية في مصر وشركات التكنولوجيا الأمريكية ومجتمع الأعمال المصري والأمريكي المهتم بالذكاء الاصطناعي.

يركز عمل المبادرة على التعاون في دعم الشركات الناشئة من خلال التمويل والتوجيه والتواصل مع المستثمرين، فضلاً عن تعزيز الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتشمل المبادرة أيضًا التعاون في بناء القدرات الرقمية من خلال تطوير وإعداد برامج تدريبية، ودمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتبادل الخبرات الدولية في هذا المجال. ويتضمن ذلك تحسين التعاون بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ مشاريع تجريبية مشتركة ورصد نتائجها. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء شراكات بين الشركات من مختلف القطاعات لتطوير حلول مبتكرة.

وتهدف المبادرة أيضًا إلى تنظيم حملات توعية حول فوائد ومخاطر الذكاء الاصطناعي والتعاون في مجال حوكمة الذكاء الاصطناعي من خلال تنظيم المنتديات وورش العمل لوضع أطر أخلاقية وقانونية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر.

وسيتم تشكيل لجنة تنفيذية للمبادرة تضم كافة الشركاء. وسوف يجتمع هذا المجلس بشكل منتظم لضمان التنفيذ والتنسيق المستمر.


شارك