“كيف حقق فضل الله إنجازات جديدة للأندية المصرية على الساحة العالمية؟”

على عكس التوقعات، فاجأ الأهلي جماهيره بنتائج مخيبة للآمال في كأس العالم للأندية. انتهت مباراته في الدور الأول ضد إنتر ميامي بالتعادل السلبي، تلتها هزيمة 2-0 أمام بالميراس البرازيلي.
لا تزال فرص الأهلي في كأس العالم للأندية ضئيلة. فهو بحاجة للفوز على بورتو بفارق هدفين في الجولة الثالثة والأخيرة، بينما يحتاج بالميراس أيضًا للفوز على إنتر ميامي بفارق هدفين لضمان التأهل لدور الستة عشر.
لم تكن نتائج الأهلي المخيبة للآمال مجرد انتكاسة رياضية مؤقتة في مشاركة النادي في كأس العالم للأندية، بل أثارت تساؤلات أعمق حول واقع كرة القدم المصرية وطموحات أنديتها في المسابقات الدولية.
اعتاد جمهور الأهلي على رؤية فريقهم ينافس على البطولات الكبرى ويحقق النجاح في جميع البطولات المحلية والقارية والدولية. لكن هذه المرة، بدا الفريق الأحمر بعيدًا عن مستواه المعهود، ليس فقط من حيث النتائج، بل أيضًا من حيث الحضور الجماهيري وقدرته على منافسة كبار الأندية الأوروبية.
في ظل تكرار هذا السيناريو والصعوبات التي تواجهها الأندية المصرية في التأهل للبطولات الدولية، بات واضحًا أن التمثيل المشرف لم يعد كافيًا للجماهير التي اعتادت على الفوز. وهذا يعني أن المرحلة المقبلة تتطلب تحولًا جذريًا في التفكير والاستراتيجيات، سواء على مستوى إدارة الأندية، أو تطوير اللاعبين، أو بناء منظومة احترافية حقيقية قادرة على نقل الفرق المصرية من الأداء المحلي المتواضع إلى التميز القاري والدولي.
لذا، لم يعد السؤال: لماذا خسر الأهلي؟ بل كيف للأندية المصرية أن تنافس عالميًا؟ يجيب على هذا السؤال المستشار الاستراتيجي والخبير الدولي في الدراسات والتقارير الرياضية، الدكتور محمد فضل الله.
كيف تستطيع الأندية المصرية المنافسة بقوة في كأس العالم للأندية؟
أوضح فضل الله أنه لكي تُنافس الأندية المصرية بقوة وتُحقق مراكز متقدمة في كأس العالم للأندية بالشكل الجديد والمُوسّع، كما هو مُخطط له مُستقبلاً، هناك عدد من المتطلبات الأساسية التي يجب تحقيقها بشكل منهجي ومستدام. وتشمل هذه المتطلبات ما يلي:
حدد مواعيد البطولة وافتح باب الاحتراف
أولاً، مواءمة جدول الدوري المصري مع الدوريات الدولية. من المهم الاستمرار في مواءمة مواعيد بداية ونهاية الدوري المصري مع الجداول الرسمية للدوريات الكبرى، مثل الدوري الإنجليزي والإسباني والألماني. سيضمن ذلك اللياقة الفنية والبدنية للفرق المشاركة في المسابقات القارية والدولية.
ثانيًا، نهدف إلى فتح المجال أمام الاحتراف في كرة القدم بالخارج واستقطاب لاعبين أجانب من الطراز العالمي. سنعزز تنافسية الأندية بتمكينها من التعاقد مع محترفين أجانب ذوي خبرة واحترام كبيرين، على غرار ما يحدث في دوريات الخليج، كالدوري السعودي الذي استقطب لاعبين عالميين مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة. هذا سيساهم في رفع مستوى أداء الأندية وظهورها.
نظام و جودة الدوري
ثالثاً: تطوير المنظومة الفنية والتدريبية من خلال تطبيق معايير دقيقة في اختيار الكادر الفني والتركيز على استقطاب المدربين ذوي الخبرة الدولية المثبتة والقدرة على تطبيق أساليب تدريبية حديثة تلبي متطلبات البطولات الدولية رفيعة المستوى.
رابعاً، تحسين جودة منتج الدوري المحلي على كافة المستويات من خلال تفعيل استقلالية اتحاد الأندية المحترفة وتنظيم هيكله الإداري والتنفيذي، وتطوير البنية التحتية للملاعب وفقاً للمعايير الدولية، وتحسين جودة البث التلفزيوني والإنتاج الفني، وتطبيق أحدث الممارسات العالمية في البث الرقمي وتحليل الأداء الجماهيري والإعلاني.
الجمهور والحكام
خامساً، إن استخدام كامل سعة الملعب، وخاصة في المباريات التي تضم أندية تتمتع بقواعد جماهيرية كبيرة، من شأنه أن يساعد على زيادة الحضور، وتوليد الإيرادات التجارية، وتعزيز القيمة التسويقية للمباريات.
سادساً، إنشاء نظام تحكيم احترافي من خلال إعادة هيكلة قطاع التحكيم، وإنشاء نظام احترافي كامل للمحكمين، وتطوير آليات استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، وضمان التحكيم العادل وفقاً للمعايير الدولية.
وتتلخص توصيات الدكتور محمد فضل الله في النقاط الست التالية:
(1) مواءمة جداول الموسم للدوري مع التقويم العالمي لبداية ونهاية الموسم.
(2) فتح الحدود أمام الاحتراف واستقدام المحترفين الأجانب بمواصفات عالمية كما هو الحال في الدوريات الكبرى.
(3) التعاقد مع مدربين عالميين يتمتعون بسير ذاتية جذابة وقادرين على مواكبة وتيرة التدريب الحديثة.
(4) منتج دوري يستحق ذلك: ملاعب على أعلى مستوى – بث عالي الجودة – دوري مستقل تقريبًا للأندية – تطبيق بث رقمي.
(5) المدرجات ممتلئة، حيث أن الجماهير عنصر أساسي في المنافسة والتسويق.
(6) التحكيم المهني بنظام شامل يعتمد على الكفاءة والاحترافية والتكنولوجيا.