كيف يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة على نشاط الدماغ؟ اكتشفوا النتائج المدهشة!

منذ 5 ساعات
كيف يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة على نشاط الدماغ؟ اكتشفوا النتائج المدهشة!

توصلت دراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) إلى أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT لمهام الكتابة أدى إلى انخفاض كبير في نشاط الدماغ والوظيفة الإدراكية مقارنة بالأشخاص الذين استخدموا محركات البحث أو اعتمدوا على مهارات الكتابة الخاصة بهم.

تفاصيل دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

أجرى باحثون في مختبر الوسائط التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دراسة استمرت أربعة أشهر قارنوا فيها بين ثلاث مجموعات من المشاركين في مهام الكتابة الخاصة بهم.

أظهرت النتائج أن مستخدمي ChatGPT أكملوا مهام الكتابة أسرع بنسبة 60% من غيرهم. إلا أن ذلك جاء على حساب الجهد الذهني المبذول لفهم المعلومات وتنظيمها في الذاكرة طويلة المدى. فقد شهدوا انخفاضًا بنسبة 32% فيما يُعرف بالحمل المعرفي الألماني، وهو مؤشر على استيعاب الدماغ العميق للمعلومات وتنظيمها في الذاكرة طويلة المدى.

أظهرت الدراسة أيضًا أن مقالات مجموعة مستخدمي ChatGPT كانت متشابهة بشكل ملحوظ وافتقرت إلى الأصالة. علاوة على ذلك، أعرب المشاركون عن شعور ضعيف بالانتماء أو “الملكية” لما كتبوه.

تدهور أدوات الباحثين

مع الاستخدام المتكرر للأداة، لاحظ الباحثون تدهورًا تدريجيًا في الأداء، إذ قام المستخدمون ببساطة بنسخ النصوص المُولّدة دون تدقيق أو فحص دقيق لها. استمرت هذه الآثار السلبية حتى بعد التوقف عن الاستخدام، مما يشير إلى احتمال حدوث تغييرات دائمة في وظائف الدماغ.

ومن المتوقع أن تكون أدمغة الشباب النامية أكثر عرضة لهذه التأثيرات، مما يثير المخاوف بشأن الاستخدام الواسع النطاق لأدوات الذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية.

تغيرات في النشاط العصبي في الدماغ

اعتمدت الدراسة على فحوصات تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لمراقبة النشاط العصبي. أظهرت النتائج أن المشاركين الذين كتبوا بشكل مستقل كانت لديهم وصلات عصبية مترابطة أكثر من غيرهم. سُجِّل 79 وصلة عصبية في نطاق موجة ألفا، المرتبط بالتركيز والتفكير الإبداعي. كان أداء مستخدمي محركات البحث متوسطًا، بينما سجل مستخدمو ChatGPT أضعف أداء، بـ 42 وصلة فقط.

لوحظ انخفاض مماثل في نطاق موجة ثيتا، المرتبط بالذاكرة والتحكم التنفيذي. كان لدى المجموعة التي اعتمدت على مهاراتها في الكتابة 65 وصلة عصبية، مقارنةً بـ 29 وصلة فقط لدى مستخدمي ChatGPT. تشير هذه الاختلافات إلى وجود علاقة عكسية بين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ومشاركة الدماغ في معالجة المعلومات.

اضطرابات الذاكرة وانخفاض القدرة على التذكر

من أكثر النتائج إثارة للقلق أن 83% من مستخدمي ChatGPT لم يتمكنوا من تذكر اقتباسات من مقالات كتبوها قبل دقائق فقط. مقارنةً بـ 11.1% فقط ممن استخدموا محركات البحث أو كتبوا دون مساعدة، كانت هذه النسبة أعلى. عندما طُلب منهم إعادة كتابة المقالة دون مساعدة الذكاء الاصطناعي، لم يتمكنوا من تذكر معظم محتواها. وهذا يشير إلى ضعف معالجة المعلومات في الذاكرة طويلة المدى.

التأثيرات المستقبلية على التعليم

تُثير نتائج هذه الدراسة تساؤلات جوهرية حول المخاطر المرتبطة بالاستخدام الواسع النطاق لأدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم، لا سيما بين الفئات العمرية الشابة التي لا تزال قدراتها العقلية في طور النمو. وحذّرت الباحثة الرئيسية في الدراسة، ناتاليا كوزمينا، من أن الطلاب الذين يستخدمون أدوات مثل ChatGPT قد يُطوّرون أنماطًا معرفية مختلفة تُضعف قدراتهم العقلية في المستقبل.

وتتوافق هذه النتائج مع دراسات أخرى تشير إلى أن الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي قد يساهم في زيادة الشعور بالوحدة وانخفاض الإبداع، حتى مع زيادة الإنتاجية.


شارك