ثورة تكتيكية وثقافية: كيف قاد تشابي ألونسو ريال مدريد للانتصار؟

شهدت مباراة ريال مدريد أمام سالزبورغ في كأس العالم للأندية “ثورة تكتيكية” أحدثها المدرب الجديد للنادي الإسباني، تشابي ألونسو.

وأجرى مدرب باير ليفركوزن السابق ما وصفه رويترز بأنه “تغيير تكتيكي جريء” في فوز ريال مدريد 3-0 على سالزبورغ، والذي شهد تأهلهم إلى دور الستة عشر ضد يوفنتوس.

ولأول مرة منذ توليه منصبه، اعتمد ألونسو على دفاع مكون من خمسة لاعبين.

يمثل هذا التشكيل، الذي يضم ثلاثة مدافعين مركزيين ولاعبين هجوميين في مركز الظهير، انحرافًا كبيرًا عن التشكيل التقليدي 4-3-3 الذي استخدمه سلفاه كارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان على مدى العقد الماضي.

وكان هذا التغيير يذكرنا بالتشكيلة التي قادها المدرب فيسنتي ديل بوسكي للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في عام 2000. وكان هذا هو آخر فريق لريال مدريد يستخدم هذا الأسلوب.

قال فينيسيوس جونيور: “نسير خطوة بخطوة. بالطبع، لا يمكننا التكيف تمامًا مع أفكار المدرب بهذه السرعة؛ فهذا يتطلب وقتًا. لكن اليوم كانت مباراة جيدة، وخاصةً في الشوط الأول”.

التغيير التكتيكي

استخدم ألونسو أسلوب الأربعة الخلفيين في آخر مباراتين لريال مدريد في دور المجموعات، حيث تعادل 1-1 أمام الهلال، وفاز 3-1 على باتشوكا.

لكن ضد سالزبورغ، لعب أوريليان تشواميني بين المدافعين المركزيين أنطونيو روديجر ودين هويسن وترينت ألكسندر أرنولد وفران جارسيا كظهيرين هجوميين.

ولعب جود بيلينجهام وأردا جولر دور لاعبي خط الوسط المبدعين، بينما لعب فيديريكو فالفيردي دورًا دفاعيًا أكثر، بينما قاد فينيسيوس جونيور وجونزالو جارسيا الهجوم.

وسمح هذا التغيير التكتيكي لريال مدريد بالسيطرة على المباراة وتحسين أدائه بشكل كبير مقارنة بالمباراتين السابقتين.

قال ألونسو: “كان الشوط الأول جديًا. لعبنا بصبر، رغم أننا كنا نعلم أننا لن نفوز في غضون عشر دقائق، وأن علينا التحلي بالنضج لإيجاد فرصنا. بدأنا الشوط الثاني بشكل جيد، ونحن الآن متقدمون بنتيجة 3-0. أنا سعيد بأداء اللاعبين”.

وسيتم اختبار هذا النهج في دور الـ16 ضد يوفنتوس، وهي المباراة التي قد يخوض فيها النجم الفرنسي كيليان مبابي مباراته الأولى بعد تعرضه لوعكة صحية.

قال المدرب الإسباني: “دعونا ننتظر ونرى. لا أريد أن أستبق الأحداث. ظننا أن كيليان سيكون جاهزًا لهذه المباراة، لكن لم يكن الأمر كذلك. لا يزال أمامنا أربعة أيام. أريد أن أكون متفائلًا، ولكن أيضًا حذرًا.”

“كرة القدم الحديثة”

أشارت صحيفة ماركا إلى تصريح ألونسو خلال تقديمه لوسائل الإعلام: “نريد لعب كرة قدم حديثة. وهذا يعني كثافة عالية مع الكرة وبدونها، ولاعبين فاعلين بدلاً من لاعبين سلبيين، وعقلية قوية”.

وبعد ثماني جلسات تدريبية في ميامي، شعر أن لاعبيه أصبحوا جاهزين للقيام بذلك ضد سالزبورغ.

قال فران غارسيا: “طاقة الفريق، بدءًا من فيني وغونزالو، تساعدنا على مواصلة الهجوم وتجنب الانهيار. طاقة الفريق ستؤثر علينا؛ إنها مسألة وقت فقط”.

“فريق متعدد الاستخدامات”

واعتبرت الصحيفة أن تشابي ألونسو “لديه رؤية واضحة: إحداث ثورة في أسلوب لعب الفريق وبنيته”، مضيفة: “رغم جدول أعماله المزدحم – بما في ذلك كأس العالم للأندية – فإن خطواته الأولى حازمة وطموحة وتحويلية”.

وتابعت: “من الناحية التكتيكية، ألونسو هو فريق متعدد الاستخدامات وقادر على التكيف مع سيناريوهات مختلفة”.

وأشارت إلى أنه “أظهر هذه المرونة التكتيكية في ليفركوزن” وهو ما يتناقض مع “النهج الأكثر تحفظا” لأنشيلوتي.

وأضافت أن ريال مدريد بحاجة إلى دفاع قوي، مشيرةً إلى تحسن ضغط الفريق. وأضافت أن الفريق بدا أكثر تماسكًا ورغبةً في الفوز.

“قائد ريال مدريد الجديد هو تشابي ألونسو”

وكان أحد أبرز إنجازات ألونسو هو تسليم زمام الأمور في خط الوسط إلى أردا جولر بعد أن تجاهله أنشيلوتي في كثير من الأحيان.

وبحسب صحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن النجم التركي يتولى الآن “مسؤولية أكبر، ويحدد النغمة ويربط خطوط الفريق بالقيادة والحكمة”.

واعتبرت أن جولر “قد يكون الرمز الأبرز للتغيير في الاتجاه الذي يقترحه ألونسو”.

وأضافت أن اللاعب الشاب جونزالو جارسيا يعكس “إصرار المدرب الراسخ” على الاعتماد على لاعبي خط الوسط الدفاعي في ريال مدريد.

وكان “أحد مفاجآت كأس العالم للأندية” لأن “تشافي لم يكتف بضمه إلى خططه بل جعله أيضاً لاعباً أساسياً”.

وأضافت الصحيفة: “في بيئة صعبة، مع وقت تدريب محدود وضغط كبير، يُظهر تشافي وضوح أفكاره… ثورته تكتيكية، ولكنها ثقافية أيضًا. المزيد من الشجاعة، والمزيد من الضغط، والمزيد من الثقة بالشباب، والأهم من ذلك، اتجاه واضح منذ الدقيقة الأولى. مهما حدث في كأس العالم هذه… الشعور السائد هو أن هناك قائدًا جديدًا في ريال مدريد. واسمه ليس فينيسيوس أو مبابي، بل تشابي ألونسو”.