من محلة القاهرة إلى ملاعب أوروبا.. اكتشف كيف تُصنع قمصان ريال مدريد وبرشلونة في مصر!

إن التنافس بين برشلونة وريال مدريد على أرض الرياضة معروف في معظم بلدان العالم، ولكن في السنوات الأخيرة امتد التنافس بين العملاقين الإسبانيين إلى أرض جديدة غير متوقعة: مصنع للنسيج في قلب الدلتا المصرية.
قبل نحو 17 عاماً، بدأت شركة زهرة المحلة للنسيج والصباغة في إمداد النادي الكتالوني بمنشفة تحمل علامة برشلونة، قبل أن يدخل منافسه التقليدي ريال مدريد المنافسة ويطلب المنتج نفسه من المصنع الواقع في قلب المنطقة الصناعية بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية.
ربما لم تكن المنافسة الرياضية في أذهان المسؤولين التنفيذيين للشركة عندما تأسست في عام 1970 وبدأت التصدير إلى الأسواق الأوروبية في عام 1985. ولكن وجود برشلونة وريال مدريد في طليعة المستوردين جعل المحلة الكبرى مسرحًا لنوع جديد من اللعبة بين الغريمين التقليديين.
ويستذكر وليد الكفراوي الرئيس التنفيذي للشركة بداية علاقته بنادي برشلونة في عام 2008، خلال العصر الذهبي للنادي الكتالوني، عندما سيطر الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي على المنتخب الإسباني، وتألق النادي أيضًا على المستوى القاري، حيث فاز بدوري أبطال أوروبا عامي 2009 و2011.
ويعترف الكفراوي بأن التعاون مع برشلونة ساعد في رفع مكانة الشركة في الأسواق الأوروبية، وأنه وقع بعد ذلك عقوداً أخرى لتوريد منسوجات قطنية مصرية تحمل علامات الأندية الرياضية، وخاصة ريال مدريد، وكذلك روما ويوفنتوس في إيطاليا.
في البداية، كان حجم صادراتنا ضئيلاً، إذ كان يُمثل 20% من أعمالنا. ثم بدأنا بزيادة طاقتنا الإنتاجية للتصدير. لم يكن ذلك كافياً لنا، وأردنا أن نكون أكثر من مجرد مُصدّرين عاديين. لذلك تواصلنا مع ممثلي العلامات التجارية وبدأنا بعرض منتجاتنا عليهم. وفي النهاية، وفقنا الله، ودخلنا في شراكة مع برشلونة. وبعد فترة وجيزة، تواصل معنا ريال مدريد لأن منافسهم كان يتعاون معنا، كما قال.
بدأنا بالتوسع أكثر بتوزيع جزء من إنتاجنا على علامات تجارية مثل أرماني، ولوريال، وبوس، وفيراري، بالإضافة إلى أندية رياضية وعلامات تجارية مثل فيلا. ثم أضفنا يوفنتوس وروما. ولجميع هذه العلامات التجارية، أنتجنا منتجات قطنية، وتحديدًا مناشف شاطئ تحمل الشعار والعلامة التجارية، كما أضاف.
ويشير الكفراوي إلى أن الاتفاقية بين الشركات المالكة لحقوق استخدام العلامات التجارية للأندية وتصنيع منتجاتها، تنص على إنتاج مناشف بتصميم محدد مع بداية كل موسم لعرضها في متاجر الأندية وليستخدمها اللاعبون.
وتبلغ قيمة المنشفة القطنية 25 يورو في متجر ريال مدريد عبر الإنترنت، و35 يورو في برشلونة، و20 يورو في يوفنتوس.
يقول عمرو صالح، المدير التنفيذي للمجلس التصديري للأثاث المنزلي: “يُصدّر مصنع زهرة المحلة ويُنتج لعلامات تجارية عالمية مرموقة مثل ريال مدريد وبرشلونة. إنه لأمرٌ مميزٌ للغاية أن تُمثّل المنتجات المصرية في فعاليات دولية كهذه”.
وأضاف: “بلغت صادراتنا في عام 2024 نحو 622 مليون دولار، بزيادة قدرها 12% عن عام 2023. ونأمل أن يستمر هذا النمو. وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، سجلنا زيادة في الصادرات بنسبة 2%، ونأمل أن نشهد معدلات تصدير أعلى بحلول نهاية العام”.
توظف شركة زهرة المحلة حوالي 800 شخص وتصدر إنتاجها بالكامل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وبريطانيا العظمى وفرنسا وإسبانيا والسويد وبلجيكا وسلوفينيا واليونان ولاتفيا وكرواتيا.
ويشعر مدير الإنتاج عصام الجندي بالفخر بمنتجات شركته عندما يتحدث مع أصدقائه وزملائه في أماكن أخرى، وخاصة عندما يشاهد على شاشة التلفزيون المناشف التي تنتجها شركة زهرة المحلة بماركات عالمية.
أفضل ما في الأمر هو العمل مع ريال مدريد وبرشلونة. إنهما ليسا مجرد ناديين. لا يستطيع الجميع العمل مع علامات تجارية عالمية مثل ريال مدريد وبرشلونة وإيه سي ميلان. هذا مصدر فخر لأي شركة. بعض الشركات تكتفي بالتصدير، لكن التصدير والعمل مع علامات تجارية مثل ريال مدريد وبرشلونة – وهما معًا أكبر ناديين في إسبانيا – مصدر فخر لكل من يعمل معهما، كما قال.
عندما أجلس مع أصدقائي وزملائي، أخبرهم أننا نصنع منتجات لريال مدريد وبرشلونة وإيه سي ميلان. لكنهم لا يصدقوننا. لدرجة أن المهندس (وليد الكفراوي، صاحب المصنع) أقنعنا بصنع منشفة للأهلي. أريتها لزملائي، الذين فرحوا للغاية برؤية منشفة الأهلي. ماذا لو رأيتم مناشف برشلونة وريال مدريد وإيه سي ميلان؟