اكتشف كيف تخلت بلدية المحلة عن لاعب كرة القدم الذي يعمل كعامل ليلي!

منذ 4 ساعات
اكتشف كيف تخلت بلدية المحلة عن لاعب كرة القدم الذي يعمل كعامل ليلي!

نجوم الدوري المصري الممتاز محط أنظار الجميع بفضل قاعدتهم الجماهيرية الواسعة وقوتهم المالية الهائلة. يُغدق عليهم بالعقود والمكافآت، بينما يعاني مئات اللاعبين في دوري الدرجة الثانية المصري من واقع قاسٍ من الإقصاء والإهمال.

اسم “رابطة المظلومين” مُختارٌ ببراعة، فاللاعبون يعيشون ظروفًا ماديةً صعبة، ولا يتلقون أي رعاية أو دعم. لا يحصلون على الامتيازات نفسها، ولا حتى على أدنى درجات التقدير، مع أنهم يُشاركون شغفهم وتفانيهم تجاه أنديتهم على أرض الملعب.

من أشهر القصص التي تُجسّد هذا النضال قصة حسن شريف، نجم نادي بلدية المحلة. فهو يُجسّد النموذج الحقيقي للاعب المكافح، فهو لا يكتفي بالتدريب واللعب مع فريقه، بل يُجبر على العمل ليلاً في محطة وقود لإعالة أسرته ومواصلة مسيرته الكروية التي لا تخلو من التحديات.

رغم موهبة حسن شريف والتزامه داخل الملعب، إلا أنه لم يتلقَّ أي دعم مادي أو معنوي. على عكس مئات اللاعبين الآخرين ذوي الطموحات العالية الذين يواجهون واقعًا قاسيًا لا يرحم، مع تفاوت صارخ في الرواتب ونقص في فرص حقيقية للانتقال إلى أندية أكبر.

قصة حسن شريف ليست حادثة معزولة، بل تعكس واقع دوري الدرجة الثانية بأكمله، الذي يجب أن يوفر حياة كريمة لهؤلاء الجنود المجهولين الذين يلعبون كرة القدم نهارًا ويكافحون من أجل البقاء ليلًا. لهذا أجرينا هذه المقابلة مع اللاعب. إليكم نصها.

أولاً، كيف تقيم انتشار قصتك في الأيام القليلة الماضية؟

لم أكن أتخيل أن قصتي ستنتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وربما تسلط الضوء على محنة اللاعبين في الدوري المصري المتعثر، الذين يكافحون من أجل الاستمرار في لعب كرة القدم، وهي الرياضة التي لا تقدم أي دخل تقريبًا بسبب التعويض المالي الضئيل الذي يتلقونه.

هل لديك أي مسؤوليات أخرى إلى جانب كرة القدم؟

نعم، أعمل في محطة وقود بمنطقة شبراخيت بمحافظة البحيرة. هذا يُساعدني على تغطية تكاليف التدريب مع فريق بلدية المحلة، ويُعيل أسرتي في ظل ظروفهم المادية الصعبة.

هل يمكنك الجمع بين عملك في محطة الوقود ومشاركتك في مجتمع المحلة؟

نشأتُ في محطة الوقود نتيجةً لظروفٍ قاهرة. وضع عائلتي المالي ليس على ما يُرام، والجميع يُحاول مساعدتي في مواصلة مسيرتي المهنية في هذا المجال، وهو ما يُكلّفهم أموالاً تفوق قدرتهم على التحمّل. ولذلك عملت في مجالاتٍ مُختلفة.

كيف يبدو يومك كلاعب كرة قدم وعامل؟

في الصباح أذهب إلى حصة تدريبية في بلدية المحلة، ثم أقود السيارة لمدة أربع ساعات من المحلة إلى شبراخيت للعمل في محطة البنزين، حيث أعمل من الساعة الثالثة عصراً حتى منتصف الليل، ثم أعود إلى مسقط رأسي المحلة.

في أي المجالات عملت؟

عملت في مجالات مختلفة، منها أعمال البناء، ومساعد فني سيراميك، والأسواق. محطة الوقود التي عُرضت عليّ كانت في محافظة البحيرة، وقبلتُ الوظيفة لحاجتي للمال.

متى بدأت مسيرتك الكروية؟

لعبتُ مع نادي بلديات المحلة هذا الموسم، وسبق لي اللعب مع ناديي المستقبل والمجد السكندري. إلا أنني تعرضتُ مؤخرًا لإصابة أثرت على مسيرتي مع النادي، فقررتُ الرحيل لعدم تحمل النادي تكاليف علاجي وعدم تقديم الدعم لي.

ماذا حدث بينك وبين بلدية المحلة بعد إصابتك؟

بعد شهر من انتقالي إلى نادي المحلة البلدي، تعرضتُ لإصابة في الغضروف منعتني من التدريب لمدة أربعة أشهر. لم يتكفل النادي بتكاليف علاجي أو يساهم فيها. اكتفى النادي بإجراء فحص بالرنين المغناطيسي، ثم تركني أعتمد على نفسي. تكفلت عائلتي بتكاليف العلاج.

لماذا لم تتواصلوا مع رئيس نادي بلدية المحلة مباشرة؟

بعد أن لم يُوفَ بوعود أعضاء مجلس الإدارة بتغطية نفقاتي الطبية، قررتُ التواصل مباشرةً مع رئيس نادي بلدية المحلة. قال لي حرفيًا: “سنُعوّضك عن جميع نفقاتك. أحضر فقط الفواتير والأشعة السينية”.

هل وفى رئيس بلدية المحلة بوعده لكم؟

أبدى مجلس الإدارة بأكمله، بمن فيهم رئيس النادي، عدم اهتمام. لم يُدفع المبلغ بعد، رغم أنني كنت أعمل في محطة الوقود أثناء إصابتي لتغطية تكاليف العلاج الطبيعي وإكمال مرحلة التعافي.

لماذا غادرت بلدية المحلة مؤخراً؟

قررتُ الرحيل عن نادي المحلة البلدي بنهاية الموسم الحالي، لانتهاء عقدي مع النادي. لديّ حاليًا عدة عروض، وأدرس كل عرض لاختيار الأنسب لي.

ما مدى تقدمك في المفاوضات بشأن العروض الجديدة؟

لديّ حاليًا عدة عروض، وهناك أندية أرغب باللعب لها. عرضتُ نفسي عليها، وأنتظر الرد النهائي قبل مناقشة عروض أخرى، خاصةً وأنني أبحث عن الأفضل ماديًا ومعنويًا.

وأخيرًا، هل تريد إيصال رسالة معينة؟

أنا شاب لديه حلم مثل الآلاف من جيلي، وأتمنى أن تأتيني فرصة تتناسب مع طموحاتي وقدراتي كلاعب كرة قدم، خاصة أنني مررت بظروف صعبة في السنوات الأخيرة وما زلت متمسكاً بحلمي على الملعب الأخضر.


شارك