إغراءات مالية كبيرة لليفاندوفسكي من أندية الدوري السعودي

عادت أندية سعودية لتسلط الضوء على المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، لاختبار رغبته في الرحيل عن برشلونة الإسباني خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، حيث يتبقى عام واحد فقط في عقده مع النادي الكتالوني.

منذ وصوله من بايرن ميونيخ مقابل حوالي 40 مليون يورو في صيف عام 2022، اعتمد الجهاز الفني لنادي برشلونة على روبرت ليفاندوفسكي كمهاجم أول، سواء تحت قيادة المدرب السابق تشافي هيرنانديز أو المدرب الحالي هانسي فليك.

وبفضل قدرته التهديفية المتميزة ولياقته البدنية الثابتة وقوته الذهنية، تلقى ليفاندوفسكي عدة عروض للانتقال إلى المملكة العربية السعودية الصيف الماضي، لكنه أصر على البقاء في برشلونة.

أعرب الدولي البولندي المخضرم باستمرار عن سعادته بالبقاء في برشلونة بدلاً من الانتقال إلى الدوري السعودي. ومع ذلك، إذا طلب الانتقال وعُرض عليه مبلغ كبير، فسيتفهم النادي الكتالوني تغيير رأيه، وفقًا لمصادر موندو ديبورتيفو.

سمعة دولية قوية

يبلغ روبرت ليفاندوفسكي من العمر 36 عامًا، لكنه لا يزال يتمتع بسمعة دولية مرموقة. ووفقًا لصحيفة موندو ديبورتيفو، تراقب عدة أندية في الدوري السعودي وضعه عن كثب، بل واستشارت مقربين منه لتحديد مدى استعداده للانتقال هذا الصيف.

وأضافت الصحيفة: “لم يتبقَّ لعقد ليفاندوفسكي مع برشلونة سوى عام واحد، ووفقًا لمقربين منه، لا ينوي الرحيل. روبرت سعيدٌ جدًا في النادي، وقد تأقلم هو وعائلته جيدًا مع الحياة اليومية في العاصمة الكتالونية. في موسمه الأخير، ورغم تقدمه في السن، حظي بدعم كبير، مسجلًا 42 هدفًا، وكان بإمكانه تسجيل المزيد لو لم يُصب في المراحل الأخيرة من الموسم”.

ليفاندوفسكي مُغرٍ بسيناريو رونالدو

هناك عدة عوامل تُثير القلق بشأن مستقبل ليفاندوفسكي مع برشلونة. ولعلّ أهمها القوة المالية الهائلة للأندية السعودية، التي تجذب اللاعبين ذوي الخبرة والشباب على حد سواء.

وفي حالة ليفاندوفسكي، قد يكون هذا الأمر ذا أهمية خاصة، حيث أن عقده كلاعب في نادي برشلونة يمتد لعام واحد فقط، وقد يُعرض عليه عقد أطول في الدوري السعودي لمدة ثلاث أو أربع سنوات مقبلة براتب فلكي.

تُقدّر كرة القدم السعودية اللاعبين ذوي الخبرة الذين يُقدّرون اللياقة البدنية والمهارات الفنية، وكريستيانو رونالدو خير مثال على ذلك. مدّد نجم النصر، البالغ من العمر 40 عامًا، والذي يكبر ليفاندوفسكي بأربع سنوات، عقده مؤخرًا حتى عام 2027، مُقدّمًا له 208 ملايين يورو سنويًا بالإضافة إلى مكافأة توقيع قدرها 30 مليون يورو.

علاوة على ذلك، يزداد الدوري السعودي جاذبيةً، وآخر النجوم المنضمين هو لاعب برشلونة السابق جواو فيليكس، الذي لم يستطع، وهو في الخامسة والعشرين من عمره، مقاومة جاذبية كرة القدم السعودية واللعب في دوري يشهد تحسنًا مستمرًا في مستواه التنافسي. كما انضم هداف الدوري الإيطالي، ريتيغي، إلى القادسية قادمًا من أتالانتا، وقبلهم أسماءٌ أخرى مثل كريم بنزيمة، ونغولو كانتي، وساديو ماني، وكاليدو كوليبالي، ورياض محرز، ومارسيلو بروزوفيتش، وفابينيو، ويانيك كاراسكو، وفينالدوم، وثيو هيرنانديز، وروبن نيفيس، وفرانك كيسي، وياسين بونو.

يُغلق سوق الانتقالات في الدوري الإسباني في الأول من سبتمبر. وسيتعين على النادي حينها اختيار مهاجم جديد في حال رحيل ليفاندوفسكي. وقد يحدث هذا أيضًا بعد نهاية سوق الانتقالات، حيث يُغلق سوق الانتقالات في السعودية رسميًا في 23 سبتمبر.

يعول المدرب فليك على ليفاندوفسكي، لكن بالنظر إلى سنه، من المنطقي أن يرحل تدريجيًا. قد يُسهم الأداء المتميز لفيران توريس كمهاجم مركزي في هذا القرار.

ويمكن للإنجليزي ماركوس راشفورد والإسباني داني أولمو أيضًا اللعب كمهاجمين خالصين بعد أن لعب كل منهما في الهجوم الموسم الماضي.

هل ينتقل ليفاندوفسكي إلى السعودية؟

برشلونة راضٍ عن أداء المهاجم البولندي المستمر، ولكن إذا تلقى عرضًا فلكيًا يضمن له أموالًا ووقت لعب أكثر مما تعاقد معه، فلن يتردد في السماح له بالرحيل، وفقًا لصحيفة “موندو ديبورتيفو”.

يُدير ليفاندوفسكي نفسه بشكل أفضل من أي لاعب آخر في عمره، ويُقدم أداءً مُرضيًا. إذا قرر الرحيل، فسيكون موقفه مفهومًا، شريطة أن يتلقى عرضًا مغريًا وعقدًا طويل الأمد يناسب عمره.

وبطبيعة الحال، لن يصبح هذا السيناريو السعودي واقعاً إلا في حال حصل البولندي على عرض ضخم يدفعه إلى إعادة التفكير في حياته المهنية والخاصة كلاعب في برشلونة، وهو الأمر الذي يبدو معقداً هذه الأيام.