موسم الخذلان يثير الغضب في فريق المريخ والاتحاد السوداني يتدخل لحل الأزمة

أسدل المريخ الستار على موسم كارثي بعد انسحابه من نهائي كأس السودان، مما أهدى لقب البطولة لغريمه الهلال. جاء هذا بعد هزيمته الساحقة أمام الأخير بنتيجة 4-0 في مباراة حسم لقب دوري النخبة.
جاء هذا الخروج المبكر بعد فشل المريخ في دوري أبطال إفريقيا، إضافة لإنهائه الموسم المحلي بلا ألقاب، مما أثار استياء جماهير النادي وأدى إلى تقديم مجلس إدارة النادي استقالته جماعياً، بما في ذلك رئيس النادي عمر النمير.
نتائج مأساوية
كان المريخ بحاجة فقط لتحقيق تعادل أمام الهلال ليتوج بلقب دوري النخبة، لكن الهزيمة الثقيلة جعلت اللقب يذهب لصالح غريمه التقليدي.
قرر المريخ الانسحاب من نهائي كأس السودان الذي أقيم في بورتسودان، مما ساهم في حصول الهلال على الثنائية المحلية، مما أدخل المريخ في أزمة إدارية قد تكون الأعمق في تاريخه الحافل.
تخبط إداري طويل الأمد
يعاني المريخ منذ سنوات من تخبط إداري مع تعاقب العديد من الرؤساء، مما جعل البعض يعتبر أن أحدهم هو “الرئيس الشرعي” وسط الأزمات المستمرة. هذه الحالة ساهمت في افتقاد الاستقرار، حيث تناوبت القيادة بين عمر النمير، أيمن أبو جيبين، وآدم سوداكال.
أثرت الحرب السودانية بشكل كبير على النادي، حيث فقد الفريق العديد من نجومه الذين انتقلوا إلى الدوري الليبي، وغادر حارس مرمى منتخب السودان، محمد المصطفى، إلى تنزانيا.
كما لم يكن مستوى المحترفين الأجانب مُرضياً للكثير من مشجعي النادي.
تدخل لجنة الحوكمة
تطلب هذا الوضع تدخل لجنة الحوكمة بالاتحاد السوداني لكرة القدم لإنقاذ النادي من الانهيار. وقد اتخذت اللجنة قرارات صارمة من ضمنها تكليف طارق عثمان الطاهر بإدارة النادي وتشكيل لجنة تسيير لإعادة ترتيب الأوضاع داخل النادي.
واقع المريخ الحالي
عرف المريخ على مر تاريخه الممتد لأكثر من 100 عام بأدائه القتالي وكان يمثل نواة للكرة السودانية من خلال العديد من النجوم. ومع ذلك، أصبح يُنظر إليه الآن كفريق وديع، يعاني من الهزائم بلا روح قتالية.
أعرب أحد لاعبي المريخ عن حزنه لما يحدث داخل النادي، مشيراً إلى أن الوضع الإداري والغضب الجماهيري يؤثران سلباً على تركيز اللاعبين.
دعوات للتغيير
يرى بعض النقاد أن المريخ فرط في أبرز لاعبيه الدوليين دون إحلال بدائل مناسبة، مما أثر سلباً على أدائه. وكشف مساعد رئيس الاتحاد السوداني، محمد سيد أحمد، أن اللجان العدلية في نادي المريخ فقدت شرعيتها القانونية بسبب انتهاء دورتها الانتخابية.
استجابة الإدارة المستقيلة
برر هيثم كابو، عضو مجلس إدارة المريخ المستقيل، الوضع الراهن بأنه يتطلب روح التطوع والانتماء، وليس التمسك بالمناصب. ودعا إلى إيجاد مساحة لأفكار جديدة وتحقيق التعاون بين الجماهير ولجنة التسيير الجديدة.
التحديات المستمرة
أوضح الصحفي عطاف محمد مختار أن تراجع المريخ يعود لغياب الإدارة الفعالة، مؤكداً أن الأخطاء تسببت في ضياع الفرص. واعتبر أن الأزمات الحالية ليست جديدة بل هي نتيجة تراكمات زمنية، وضرورة استقطاب كفاءات وطنية تعمل على تحسين واقع النادي.
دعا مختار إلى تحول النادي إلى مؤسسة رياضية قادرة على جذب التمويل والاستثمار، مشدداً على أهمية الاستفادة من المهارات السودانية في الخارج لتطوير كرة القدم المحلية.