موسى سوايبو يروي تفاصيل مثيرة عن تجنيد لاعبين للتلاعب في نتائج المباريات

“كان مقدراً لي أن أكون نجماً في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن بدلاً من ذلك، حققت الملايين من خلال التلاعب بنتائج المباريات.” بهذه العبارة بدأ موسى سوايبو اعترافاته عبر وسائل الإعلام، موضحًا كيف استخدم العديد من الحيل لجلب لاعبين آخرين إلى عالم تلاعب نتائج المباريات. وأكد أن ممارساته أصبحت جزءًا لا يتجزأ من كرة القدم العالمية حاليًا “أكثر مما يدركه أحد”.
اللقاء مع زعيم شبكة التلاعب
لا يزال اللاعب المحترف السابق، موسى سوايبو، يتذكر بوضوح لحظة لقائه مع السنغافوري تان سيت إنغ، زعيم أكبر شبكة تلاعب بنتائج المباريات على مستوى العالم، عندما كان سوايبو مدافعًا شابًا في الثالثة والعشرين من عمره، ويحظى بفرص مشوقة في مسيرته الرياضية.
في عام 2007، تم اختيار موسى سوايبو كأفضل لاعب شاب في كريستال بالاس وكان مرشحاً للانتقال إلى أحد أكبر أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. لكنه الآن يتواجد في غرفة فندق خمس نجوم في مايفير، حيث طُلب منه أن يخسر مباراة فريقه ضد فريق إيستبورن.
مُغري المال وتجاربه السيئة
يقول سوايبو عن اجتماعه بتان سيت إنغ في أغسطس 2012: “ملأ حضوره الغرفة بدون الحاجة لرفع صوته، كان هناك شعور بالهيمنة، من خلال طريقة إمساكه بسيجارته ومراقبته لي”. أضاف أنه تلقى وعدًا غير إيجابي: “إذا خسرت المباراة، سيدفعون لي 20 ألف جنيه مصري.” كان هذا العرض نقطة تحوله إلى عالم التلاعب بنتائج المباريات.
استقبال الأهداف لأجل المال
في الأشهر الاثني عشر التالية، قام موسى سوايبو بالتلاعب بمباريات من خلال تعمد استقبال الأهداف، محققًا ملايين الجنيهات المصرية من مموليه في أسواق المراهنات الآسيوية. بعد سبع مباريات، جنى أكثر من مليون جنيه مصري، وأصبح يقود سيارة فيراري في شوارع لندن. لكن الأمور لم تكن هادئة، حيث استمر في إغراءات الثراء حتى سقط في فخ الجشع.
بعد اجتماع غير ناجح مع عصابة إجرامية كانت تحت مراقبة الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، تم القبض عليه وحُكم عليه بالسجن لمدة 16 شهراً عام 2015.
تجربته في السجن وتغيير حياته
كانت تجربة السجن مرعبة، تعرض فيها لمشاهد مؤلمة من الهجمات العنيفة والبرامج التلفزيونية المملة. لكن لقاء ابنته، تاليا، البالغة من العمر عامين آنذاك، كان كفيلاً بتحفيزه لتغيير مسار حياته. قال موسى: “لا يمكن مقارنة الأموال التي جنيتها برؤية ابنتي تدخل السجن لرؤيتي.” أراد أن يشعر بحياته من جديد.
الكتابات والمشاريع الجديدة
وثق موسى تجاربه في سيرته الذاتية المنشورة حديثاً بعنوان “Fixed”، بعد أن أسس شركة استشارية تدعى “Gamechanger 360” في عام 2023، تهدف لمساعدة الاتحادات الرياضية مثل الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية لمنع لاعبين آخرين من الوقوع في شباك التلاعب بنتائج المباريات.
أضاف موسى في حديثه مع صحيفة “ديلي ميل”: “عندما تفكر في عدد اللاعبين الذين يخشون فقدان وظائفهم، تجد أنهم عرضة للتلاعب. يجب أن نغير الثقافة بدءًا من القمة.”
جذور القصة: طفولة موسى سوايبو
لفهم قصة سوايبو بشكل أفضل، من المهم التعرف على طفولته في كرويدون، جنوب لندن. نشأ في ظل أب قاسٍ كان يمنعه من دخول المنزل ويقوم بضربه، لكن والده لم يعلق على هذه الادعاءات. كانت كرة القدم هي وسيلة تحرره، خاصة عندما انضم لنادي كريستال بالاس للنشء في السادسة عشرة.
شارك لأول مرة مع الفريق الأول بعد عامين فقط، وأصبح قائد فريق لينكولن سيتي في عمر الثامنة عشر، مما جذب انتباه أندية بارزة مثل برمنغهام سيتي وأستون فيلا في عام 2011. يقول سوايبو الآن: “كان ينبغي أن أكون لاعباً في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكنني بدلاً من ذلك، وقعت عقداً جديداً مع لينكولن مما كان بمثابة لحظة حرجة.”
إغراءات عالم التلاعب
في العام نفسه، دعاه زميله ديلروي فيسي إلى لقاء شخص غريب. اتضح أنه رجل عصابات روسي كان يعرض عليه 60 ألف جنيه مصري لخسارة مباراة ضد نورثامبتون. على الرغم من أنه رفض، إلا أن هذا اللقاء فتح عينيه على عالم جديد من الفرص.
بعد عام، بدأ سوايبو في تلقي أجور قليلة، في نادي بروملي للهواة، مما جعله في وضع مالي صعب. في أغسطس 2012، التقاه أحد اللاعبين السابقين وعرض عليه لقاء الرجل السنغافوري “تان”، وهذه المرة كانت إجابته الإيجابية نقطة تحوله إلى عالم التلاعب.
طريقة التلاعب والتخطيط
يقول موسى: “أتعلم كيفية التظاهر بالجري، وعندما يجري مهاجم الفريق المنافس نحو المرمى، لم أكن أقوى على إيقافه. كنت أترك له المجال للتسديد. وفي كل مباراة كنت أتعمد التلاعب، كنت أحقق أهدافاً مالية ضخمة.” ساعد سوايبو في التلاعب بتسع مباريات في دوري المؤتمر الجنوبي، حيث ارتفعت حصته من 20,000 جنيه مصري إلى 150,000 جنيه مصري.
الرسائل السرية والأرباح المخفية
استخدمت العصابة في تواصلها عبر واتساب، حيث أُطلق على سوايبو لقب “جون غوتي” تيمناً بأحد زعماء المافيا، مما أضفى عليه مسؤوليات أكبر. كانت أرباحه مخفية في غرفة سرية خلف مطعم صيني في دالستون، شرق لندن، وعندما أراد سوايبو سحب الأموال، كان يتظاهر بطلب الطعام لتسلم الأموال النقدية.
بلغت أمواله سرعان ما إلى مليون جنيه مصري، ومع ذلك ظل يشعر بالاحتياج للمزيد. وصف موسى حياته بأنها تشبه أفلام السينما، حيث كان جزءاً من مجموعة تسمى “أولاد فيراري”.
نهاية المسيرة المظلمة
في عام 2013، بدأت الشكوك تحوم حول موسى، عندما كانت بروملي بحاجة إلى الخسارة 4-2 أمام ميدنهيد. ليضمن نجاح عملية التلاعب، اضطر سوايبو للسماح بتسجيل هدف إضافي لميدنهيد. لكن زملاؤه في الفريق شعروا بال disgust منه، مما دفعه للتوقف عن اللعب.
تلقى موسى اتصالًا من جهة اتصال، مما أدى إلى اعتقاله مع اثنين من الوسطاء بسبب قيامهم بالتخطيط لعملية احتيال. أُلقي القبض عليه وحُكم عليه بالسجن 16 شهراً، في حين حُكم على ديلروي فاسي بالسجن عامين ونصف بنفس المحاكمة. بينما واجه تان تهمًا عدة لم يتم الحكم عليه بشأنها بعد.