بدعم 4 عوامل.. توقعات بتسارع معدلات النمو في مصر في 2025
ويتوقع المحللون تسارع وتيرة تعافي الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة مع هدوء التوترات الجيوسياسية في المنطقة نسبيا، مدعومة بثلاثة عوامل، بحسب ما نشرته العربية نت.
وبحسب العربية نت، تتزامن توقعات النمو مع تراجع التوترات الجيوسياسية ومرحلة جاهزية الاقتصاد المصري لتطبيق سياسات التيسير النقدي وتوقع انخفاض كبير في معدلات التضخم، مما سيساعد على تعزيز معدلات النمو الاقتصادي واستعادة النمو الاقتصادي. تدفقات رأس المال، سواء كانت استثمارات مباشرة أو غير مباشرة.
وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي لمصر في العام المالي الحالي بنسبة 0.5% إلى 3.6% من 4.1% في توقعات سابقة.
انكمش معدل نمو الاقتصاد المصري بنسبة 2.4% في العام المالي الماضي، مقارنة بـ 3.8% في العام السابق له، وفقا لبيانات سابقة لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.
وقالت إسراء أحمد، محللة الاقتصاد الكلي بشركة الأهلي فاروس، بحسب العربية نت، إن جذب الاستثمار المباشر بعد هدوء التوترات الجيوسياسية من المتوقع أن يأتي بمخاطر أقل، لكن لا تزال هناك حاجة لجهود كبيرة لتحسين بيئة الاستثمار إلى بيئة أكثر هيكلية. .
وأكدت أن تهدئة التوترات في المنطقة بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية القوية سيكون له تأثير إيجابي مباشر على إيرادات قناة السويس، وبالتالي على نمو تدفقات السيولة الدولارية إلى النظام المصرفي وقدرة السلطة النقدية في البلاد على تلبية مختلف المتطلبات. التزامات .
وأوضحت أن فوائد تهدئة التوترات تعتمد على عدم حدوث تغيرات سلبية في التجارة العالمية نتيجة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لافتة إلى أن السياسات التجارية العنيفة للرئيس الأمريكي لها تأثير سلبي على الأسواق الناشئة وزيادة حجمها. مخاطرهم.
وانخفضت إيرادات قناة السويس 61.1% في الربع الأول من العام المالي الحالي واقتصرت على نحو 931.2 مليون دولار، مقارنة بنحو 2.4 مليار دولار في نفس الفترة من العام المالي الماضي.
من جانبها، قالت راندا حامد العضو المنتدب لشركة عكاظ لتكوين وإدارة محافظ الأوراق المالية وعضو مجلس إدارة البورصة المصرية، إن السوق المصري ينتظر الاستثمارات المباشرة سواء من الدول الأوروبية أو العربية ومن شأن التوترات السياسية في المنطقة أن تسمح بدخول السوق المصرية بشكل سريع.
وأضاف أن “عودة النشاط الكامل لقناة السويس ستسهل التدفقات التجارية التي تعتمد إلى حد كبير على الصادرات مما سيخفض التكاليف، بالإضافة إلى الإجراءات الحكومية الحالية لتسريع عملية التخليص الجمركي وبالتالي النمو المتوقع”. التدفقات الأجنبية إلى مصر”، يقول حامد.
مسارات النمو الاقتصادي
وبحسب العربية نت، ترى منى بدير محللة الاقتصاد الكلي في أحد البنوك التجارية، أنه لا يزال من السابق لأوانه توقع احتواء كامل للتوترات الجيوسياسية في المنطقة، لكنها مجرد فترة هدوء وتخفيف حدة التوترات.
وأوضح بدير أن هناك سيناريوهين للتنبؤ بالمؤشرات الاقتصادية للفترة المقبلة. الأول هو أن تستمر فترة الهدوء السياسي في المنطقة لفترة أطول، وتستمر تكلفة الدين العام في الانخفاض، وتنخفض قيمة العقود الآجلة، مما يحفز الاستثمار ونمو التدفقات الأجنبية.
وأضافت أن السيناريو الثاني ينطوي على مخاوف من حدوث تغيرات على المستوى العالمي، لا سيما السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي الجديد، والتي لم تتضح بعد، والتي تحمل معها توقعات متفائلة تنعكس في استقرار أسعار الطاقة وهدوء الاقتصاد. التوترات الجيوسياسية وعودة الملاحة إلى قناة السويس.
وتابعت: «إلى جانب تشاؤمي من هذا السيناريو، هناك مخاوف من فرض قيود وقيود تجارية يمكن أن يكون لها تأثير أكبر على الأسواق الناشئة وبالتالي تؤدي إلى هجرة رؤوس الأموال».
وقال بدير: “تعد التوترات الجيوسياسية أحد أهم العوامل المؤثرة على الاقتصادات، وخاصة الأسواق الناشئة، ولكن هناك عوامل اقتصادية أساسية أخرى يجب أخذها في الاعتبار لتسهيل وتسريع مرحلة التعافي الاقتصادي”.
انخفاض تكاليف الائتمان
وقالت إسراء أحمد إنه من الطبيعي أن يكون للهدوء النسبي الذي تشهده المنطقة عقب اتفاق وقف إطلاق النار تأثير إيجابي على المؤشرات التي تتأثر بشكل مباشر بارتفاع المخاطر، مثل عقود مبادلة مخاطر الديون وكذلك العائد على الديون السيادية في العربية نت.
وأوضحت أن تزامن انحسار التوترات الجيوسياسية مع الظروف الاقتصادية التي تشجع على خفض أسعار الفائدة في مصر، يرجح انخفاض تكاليف الاقتراض.
من جانبه، قال عبد الخالق محمد، كبير المحللين بشركة الرعد لتجارة الأوراق المالية، إن عودة الشحن إلى قناة السويس والتدفقات الأجنبية من هناك من شأنها أن تقلل الضغط على العجز الإجمالي في الموازنة العامة للدولة، وبالتالي خفض معدلات الديون وتكاليفها معًا. والذي يتماشى مع تعليمات الحكومة والبنك المركزي المصري بتسريع وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة والضغط على تنفيذها.
وقال محمد: “من المؤكد أن انخفاض المخاطر يحفز الطلب على استثمارات أذون الخزانة المصرية، والتي تكون في بعض الأحيان من بين الأدوات المالية ذات أعلى أسعار الفائدة الحقيقية في العالم”.
الطلب على السندات الحكومية
وأوضح أن اهتمام المستثمرين في الآونة الأخيرة بالاكتتاب في السندات الحكومية طويلة الأجل لفترات تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات يعد علامة على ثقتهم في الاقتصاد المصري وقدرتهم على تقديم أسعار فائدة إيجابية على مدى فترة زمنية أطول نظرا لاستقرار الاقتصاد المصري. الاقتصاد المصري سعر الصرف وانخفاض التضخم.
وأرجع بدير الاهتمام القوي الذي أبداه المستثمرون بالاكتتاب في أدوات الدين المحلية في الآونة الأخيرة إلى مؤشرات استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تنفيذ سياسات التشديد النقدي، في ظل بعض البيانات حول استمرار مخاطر التضخم.
وأكدت أن مصر وغيرها من الاقتصادات الناشئة لديها الفرصة للوصول إلى الأسواق العالمية في هذا الوقت قبل حدوث تغييرات كبيرة في تطور أسعار الفائدة العالمية.
وانخفضت تكلفة التأمين على الديون المصرية، أو ما يسمى بعقود مبادلة مخاطر الائتمان لمدة خمس سنوات، بنسبة 57% خلال يناير/كانون الثاني الماضي مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024، وفقا لبيانات موقع السندات الحكومية العالمية.
وسجلت تكاليف التأمين على سندات الخزانة لأجل 5 سنوات 527 نقطة خلال جلسات نهاية الأسبوع الماضي، مقارنة بـ 1332 نقطة في نهاية يناير 2024.
وبلغت تكلفة التأمين على الدين الحكومي لخمس سنوات ذروتها عند 1998.6 نقطة في مايو 2023، بينما سجلت أدنى مستوى لها عند 248.47 نقطة في يناير 2020.
توقعت راندا حامد نمو الاستثمارات في السوق المالية المصرية خلال الفترة المقبلة مع تراجع التوترات الجيوسياسية حيث أصبحت استثمارات الأسهم أكثر حساسية لمستوى المخاطر السياسية.
وأشارت إلى أنه في الآونة الأخيرة كان هناك طلب كبير على الاستثمار في الأوراق المالية الحكومية، خاصة في الأدوات طويلة الأجل مثل السندات، على عكس الفترات السابقة التي كان المستثمرون يفضلون فيها أذون الخزانة التي يبلغ أجل استحقاقها ثلاثة أشهر.