وسط وفرة الطروحات المتوقعة.. هل يمتلك السوق المحلي السيولة الكافية لاستيعابها؟
وتعتزم الحكومة في العام الحالي إدراج عشر شركات متوقعة لزيادة مشاركة القطاع الخاص، إضافة إلى الشركات المدرجة التي تسعى للاكتتاب لزيادة رؤوس أموالها، ما يثير تساؤلات حول مدى توفر سيولة مالية كافية لدعمها في السحوبات؟
واختلفت آراء خبراء الأسواق المالية بشأن مدى توفر السيولة الكافية للعروض المتوقعة. وتراوحت السيولة اليومية بالبورصة بين 3.5 و4 مليارات جنيه خلال الفترة الحالية.
وقبل نهاية العام الماضي، قال رئيس الوزراء د. وأعلن مصطفى مدبولي، أمس، خلال مؤتمر صحفي، أن الحكومة تخطط لطرح ما لا يقل عن عشر شركات في عام 2025 في إطار برنامج الطرح العام الأولي للدولة.
وتضم أربع شركات مملوكة للجيش: الوطنية، وتشيل أوت، وسيلو فودز، وصافي. وبالإضافة إلى جبل الزيت، تضم هذه الشركات بنكي الإسكندرية والقاهرة، بالإضافة إلى شركتي الأدوية مصر للصناعات الدوائية وسيد للأدوية باهنهوف والأمل الشريف للبلاستيك.
ومن المتوقع وجود سيولة جديدة بعد خفض أسعار الفائدة
وقال حسام الغايش، العضو المنتدب لإحدى شركات إدارة المحافظ وصناديق الاستثمار، لمجلة مصر، إن السيولة المتاحة بالبورصة قادرة على استيعاب الاكتتابات سواء لزيادة رؤوس أموال الشركات المقيدة أو من خلال الاكتتابات العامة الأولية.
ويرى الغايش أن الأنباء عن توجه لجنة السياسة النقدية خلال اجتماعها المقبل لتسهيل سياستها النقدية ستساعد على زيادة التدفقات النقدية من الجهاز المصرفي لصالح الاستثمارات في مختلف القطاعات بما فيها سوق الأوراق المالية.
ومن المقرر أن يعقد البنك المركزي اجتماعه الأول في 20 فبراير المقبل لاتخاذ قرار بشأن سعر الفائدة. ومن المتوقع أن يتم تخفيض هذا المعدل للمرة الأولى منذ أربع سنوات لدعم انخفاض معدل التضخم.
وأكد الغايش أن أكبر دليل على قدرة البورصة على استيعاب الاكتتابات العامة الأولية بالإضافة إلى اكتتابات زيادة رأس مال الشركات المقيدة هو تغطية الطرح العام الأولي للمصرف المتحد – ديسمبر الماضي 2024 – بنحو 59 مرة؛ وهذا يدل على وجود سيولة كافية في السوق.
ويعد المصرف المتحد – المملوك للبنك المركزي – الطرح الأول ضمن برنامج الطرح الحكومي منذ عام ونصف، حيث تمكن من إدراج 30% من رأسماله قبل نهاية العام الماضي، محققا الهدف بواقع مرة واحدة تجاوزه عدة مرات. .
وخالفت حنان رمسيس، خبيرة الأسواق المالية، الرأي السابق بشأن إمكانية قدرة السوق على استيعاب الاكتتابات لعدم وجود سيولة مالية كافية بالبورصة – في حالة الاكتتابات المتتالية – لتنفيذ هذه الاكتتابات.
4 مليار جنيه مصري قيمة التداول اليومي
وأرجع رمسيس ذلك إلى أن حجم تداول الأصول – مستوى السيولة في السوق – يتأرجح بين 3.5 مليار جنيه و4 مليارات جنيه في الفترة الحالية.
وأوضحت أنه للتعامل مع هذه المعضلة، اعتمدت الحكومة أسلوباً تلو الآخر في تقديم هذه الشركات، كما أعلنت في وقت سابق.
وأشار رمسيس إلى نجاح المقترحات الجديدة في جذب رؤوس أموال جديدة؛ الإعلان الجيد للعرض مهم.
هل يؤثر ذلك على حجم السيولة؟
قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم القابضة للاستثمارات، إن زيادة رأس مال الشركات المقيدة بالبورصة المصرية تنقسم إلى نوعين.
الخيار الأول هو التمويل النقدي من المساهمين الحاليين، الذين قد يعتمدون على تمويل الأسهم من خارج السوق. بما لا يؤثر على السيولة المالية للسوق – أو قيام المساهمين ببيع أسهمهم في السوق لتوفير السيولة اللازمة للاكتتاب في زيادة رأس المال؛ مما يؤثر على سيولة السوق.
وأوضح أن المساهمين الذين يعتمدون على بيع الأسهم لتوفير السيولة يعتبرون من المستثمرين الأفراد ذوي الملاءة المالية الضعيفة.
وأضاف النمر أن النوع الثاني يعتمد على زيادة رأس مال الشركات المدرجة من خلال أسهم مجانية، يتم تمويلها بشكل كبير من الأرباح المبقاة، بدلا من حصول المساهم عليها نقدا، ويفضل توزيعها على شكل أسهم. وبما لا يؤثر على كمية السيولة في السوق المحلية.
وأشار إلى أن زيادة رأس المال لغرض التخصيص كمكافأة وتحفيز هي من بين الزيادات التي تقوم بها الشركات المدرجة، لكنها لا تؤثر على حجم السيولة المالية في السوق. وذلك لأنه غالبًا ما يصل إلى 1٪ فقط من إجمالي حقوق ملكية الشركة ويتم تمويله أيضًا من الأرباح المحتجزة.
وأضاف إبراهيم النمر أن هذا النوع من الزيادة تقوم به الشركات لتعزيز العاملين والكوادر المتميزة داخل الشركة من خلال طرح أسهم لهم.
وتابع النمر أن سوق الأوراق المالية يعد مصدر تمويل للشركات لأن الهدف الأساسي من تواجد الشركات هناك هو توفير السيولة المالية. ولذلك فإن هذا الدور مهم ولا يمكن لأحد أن يخجل منه.
وأكد أن السيولة المالية داخل السوق أمر نسبي، فعندما ننظر إلى التطور التدريجي لحجم التنفيذ في السوق المحلي نجد أن متوسط حجم التنفيذ، أي السيولة في السوق، كان يتراوح بين 500 مليون جنيه و600 مليون جنيه يوميا في 2022.
وتابع النمر أن جلسات مارس العام الماضي 2024 شهدت أعلى حجم سيولة يومية وصل إلى 10 مليارات جنيه، وفي الفترات الحالية بلغ متوسط حجم الإعدامات نحو 3.5 مليار جنيه.
وأشار إلى أن ارتفاع حجم السيولة في السوق المحلية يرتبط بتوافر فرص استثمارية جيدة تجذب مستثمرين جددا للتجارة.
وأضاف النمر أن الاكتتابات الجديدة، التي سيتم تسجيلها في حال تميزت بجودتها، ستدعم زيادة تدفق رؤوس الأموال داخل سوق الأسهم. وبالتالي يزداد حجم السيولة.
وبحسب النمر، فقد أنشأت الحكومة عشر شركات في مختلف القطاعات خلال العام الجاري، ولم يتم التأكد ما إذا كان سيتم طرحها للبورصة المصرية أم لمستثمر استراتيجي.
وأكد أن طرح الشركات لمستثمر استراتيجي لن يؤثر على سيولة البورصة، في حين أن طرح الشركات لسوق الأوراق المالية من خلال الاكتتابات الأولية سيؤثر على حجم سيولة السوق.
إقرأ أيضاً:
5 نصائح للمستثمرين الجدد. كيف تحقق الربح من خلال الاستثمار في سوق الأوراق المالية؟
بعد رفض شكوى أحمد عز. ما هي السيناريوهات المتوقعة للتصويت على قرار الشطب الطوعي؟
600 مليون جنيه مصري خلال عامين ما هي الخيارات المتاحة أمام شركات التأمين للالتزام بزيادة الحد الأدنى لرأس المال؟