هل يجوز تكرار العمرة في السفر الواحد واليوم الواحد؟ الأزهر يجيب
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية جواز تكرار أداء العمرة في السفر الواحد، كما يجوز موالاة تكرارها في نفس السفرة، على الراجح من أقوال الفقهاء؛ لعموم قول سيدنا رسول الله ﷺ: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ الْمُتَابَعَةَ بَيْنَهُمَا تَنفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ».وذكر المركز أن العمرة شعيرة عظيمة، ترفع بها الدرجات، وتُكفَّر بها السيئات، وتعم بها الخيرات؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ».
كما أوضح أن الإحرام بالحج له ميقات مكاني وزماني محدد، لا تصح أداء مناسك الشعيرة إلا فيه، بينما ليس للعمرة ميقات زماني محدد، والعمرة من العبادات غير المؤقتة، ولا المتعينة بيوم معين؛ فيجوز في حقها التكرار والتوالي في أي وقت كصيام وصلاة النافلة.
واستشهد المركز بقول الإمام ابن قدامة رحمه الله: “ولا بأس أن يعتمر في السنة مرارًا”، وقول الإمام ابن حجر رحمه الله: “وفي حديث العمرة إلى العمرة دلالة على استحباب الاستكثار من الاعتمار، خلافًا لمن قال: يكره أن يعتمر في السنة أكثر من مرة”.
وبين أن جمهور العلماء متفقون على إباحة العمرة في كل السنة لأنها ليس لها وقت معلوم أو وقت ممنوع، وجواز الاستكثار منها في اليوم والليلة لأنها عمل بر وخير، فلا يجب الامتناع منه إلا بدليل، ولا دليل ينهى عنه بل الدليل يدل عليه بقوله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وأشار إلى أنه من أراد تكرار العمرة في السفر الواحد، فإنه يخرج إلى أدنى الحل، خارج الحرم؛ مثل “التنعيم” أو “عرفات” أو “الجعرانة”، ويُحرم بعمرة جديدة؛ لقول الإمام النووي رحمه الله: “وأما ميقات المكي للعمرة فأدنى الحل؛ لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ أمرها في العمرة أن تخرج إلى التنعيم وتُحرِم بالعمرة منه، والتنعيم في طرف الحل، والله أعلم”.
