“إليغا تلغي بيانها السابق ضد برشلونة دون الإعتذار – ما السبب؟”

صعدت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم نزاعها العلني مع برشلونة بسحب بيان أثار غضب إدارة النادي الكتالوني دون الاعتراف بارتكاب أي مخالفات.
أبدت جماهير الدوري الإسباني استغرابها من قرار سحب البيان الرسمي، الذي لم يرفق به أي إشارة أو تراجع عن محتواه، وكأنها تريد طمأنة برشلونة بأن الانسحاب جاء بسبب رد الفعل المزعج وليس الشعور بالذنب، بحسب صحيفة “آس”.
بدأت القصة عندما أصدرت رابطة الدوري الإسباني، برئاسة خافيير تيباس، بيانًا رسميًا يوضح التفاصيل المالية لبيع مقاعد كبار الشخصيات في كامب نو، والتي استخدمها برشلونة لتأمين تسجيل داني أولمو وباو فيكتور، وهي العملية التي وافق عليها لاحقًا المجلس الرياضي الإسباني.
لكن هذا التصريح لم يمر مرور الكرام في أروقة كامب نو، حيث كان رد الفعل سريعا وحادا: اتُهمت رابطة الدوري الإسباني بانتهاك سرية البيانات المالية والتصرف بشكل غير لائق تجاه نادٍ عضو في المنظمة.
ووصف نادي برشلونة الحادثة بأنها “خرق صارخ للواجب”، وكأن النادي يريد أن يقول بصراحة: “تيباس تجاوز كل الخطوط الحمراء”.
وبعد تصاعد الجدل وانتشار العناوين الرئيسية، قررت رابطة الدوري الإسباني حذف البيان من موقعها الرسمي، ولكن دون الاعتراف بأي خطأ.
وأوضحت الجمعية من خلال مصادرها أن هذا ليس انسحابا، بل “تغيير شكلي” لتجنب الجدل. وأكد أن البيان لم يتضمن أي معلومات سرية لم يتم الكشف عنها سابقا عبر وسائل الإعلام.
بيان الدوري الإسباني: تهرب لغوي أم دفاع قانوني؟
وكان البيان الجديد دفاعيا بطبيعته أكثر منه تغييرا. وأكدت الرابطة أن مبدأ السرية ليس مطلقا وأن الشفافية والنزاهة في المنافسة تتطلب أحيانا الكشف عن بعض الحقائق، خاصة في ضوء ما وصفته بالتغطية الإعلامية “المضللة” لقضية برشلونة.
وأوضحت رابطة الدوري الإسباني أن البيان الأصلي لم يذكر أي أسماء أو تفاصيل محددة، بل شرح فقط قرارات هيئات الدوري المعنية، مؤكدة أنها لم تخالف القانون أو تنتهك خصوصية أي شخص.
واللافت للنظر أن الإعلان انتهى برسالة ضمنية إلى برشلونة: “لقد سحبنا الإعلان… ليس لأننا ارتكبنا خطأ، بل لأننا نرفض الدخول في إجراءات شكلية تصرف الانتباه عن القضايا المهمة حقا”.
وتعد هذه الحادثة مجرد الحلقة الأخيرة في النزاع المستمر بين برشلونة ورابطة الدوري الإسباني، وهو النزاع الذي امتد من مكاتب النادي إلى وسائل الإعلام ويتراوح من النزاع حول سقف الرواتب إلى معركة حول مفاهيم الشفافية والاحترام. ولا يبدو أن هناك وقفًا وشيكًا لإطلاق النار بين تيباس وبرشلونة. بل إن كل تصريح وكل رد فعل يشبه تبادل إطلاق النار من الناحية القانونية، ولكن مع ما يحمله ذلك من عداء عميق تجاه كرة القدم.