نهائي دوري أبطال أوروبا: هل سيحقق باريس سان جيرمان لقبه الأول أمام إنتر؟

يسعى إنتر ميلان وباريس سان جيرمان إلى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ملعب أليانز أرينا في ميونيخ يوم السبت.
ويمثل الفريق الإيطالي نخبة أندية البطولة القارية ويأمل في الفوز باللقب الرابع في تاريخه، فيما يسعى فريق العاصمة الفرنسية إلى لقبه الأول والثاني لبلاده بعد فوز أولمبيك مارسيليا به عام 1993.
وصل إنتر ميلان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في ثلاث سنوات، وخسر أمام مانشستر سيتي في عام 2023. أما باريس سان جيرمان فقد وصل إلى النهائي مرة واحدة فقط، في عام 2020، عندما خسر أمام بايرن ميونيخ.
إنتر ميلان
وكان اللقب الأخير في هذه المسابقة قد فاز به إنتر ميلان في عام 2010 تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي قاد الفريق إلى ثلاثية تاريخية قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد. فاز إنتر ميلان على بايرن ميونيخ في المباراة النهائية على ملعب سانتياغو برنابيو.
وصل الفريق الإيطالي إلى النهائي هذا العام بعد فوزه على برشلونة بقيادة بيب جوارديولا في الدور نصف النهائي، تمامًا كما فعل هذا الموسم عندما تغلب على النادي الكتالوني بنتيجة 7-6 في مجموع المباراتين في الدور نصف النهائي.
ويسعى إنتر ميلان إلى التتويج بلقبه الرابع بعد ألقاب أعوام 2010 و1964 و1965، وسيخوض النهائي السابع له في تاريخ البطولة.
وكان النادي يأمل في الفوز بالثلاثية مرة أخرى هذا الموسم بعد تألقه في أوروبا، والعودة القوية في الدوري الإيطالي، والوصول إلى الدور نصف النهائي من كأس إيطاليا.
لكن سلسلة انتصاراته انهارت على مدار ثلاث مباريات في أبريل/نيسان الماضي عندما خسر أمام ميلان في نصف نهائي كأس إيطاليا وتنازل عن لقب الدوري لصالح نابولي.
سلاح الخبرة
ورغم الفشل المحلي، يستطيع إنتر ميلان أن يتطلع إلى دوري أبطال أوروبا بتفاؤل، حيث أنهى الفريق الموسم الحالي من الدوري في المركز الرابع ولم يستقبل سوى هدف واحد في ثماني مباريات.
ويعتمد الفريق على خبرة لاعبيه، وخاصة المخضرمين مثل المدافع فرانشيسكو أتشيربي (37 عاما)، الذي سجل هدف التعادل أمام برشلونة في الوقت بدل الضائع من مباراة الإياب، ولا يزال يعاني من صدمة الهزيمة في نهائي دوري أبطال أوروبا 2023.
وعلى النقيض من تشكيلة باريس سان جيرمان الشابة، يمكن لإنتر ميلان الاستفادة من الخبرة مع يان سومر، وماتيو دارميان، وهنريك مخيتاريان، وستيفان دي فري، وهاكان تشالهانوغلو، وبيوتر زيلينسكي، وماركو أرناوتوفيتش، ومهدي تاريمي، ناهيك عن لاعبين من عيار لاوتارو مارتينيز، وأليساندرو باستوني، ودنزل دومفريس.
باريس سان جيرمان
في المقابل، يأمل باريس سان جيرمان في تتويج موسمه المتميز بالفوز باللقب الذي يطمح إليه صندوق قطر للاستثمارات الرياضية منذ استحواذه على النادي في عام 2011.
ويسيطر نادي العاصمة بشكل مطلق على كرة القدم الفرنسية، لكنه لم يتمكن من نقل سيطرته إلى المنافسة القارية. وفي عامي 2021 و2024 وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وفي عامي 2022 و2023 خرج من دور الـ16.
بعد رحيل النجم الفرنسي كيليان مبابي إلى ريال مدريد الصيف الماضي، اعتقد الكثيرون أن ذلك سيضعف موقف باريس سان جيرمان في الدوري المحلي ويقوض طموحاته الأوروبية.
ولكن العكس تماما كان هو الحال: اعتمد النادي على المجموعة، الفريق ككل، بدلا من الاعتماد على نجم واحد أو مجموعة من النجوم، وقد نجح في ذلك.
وبهذا القرار، غيّر رئيس النادي ناصر الخليفي استراتيجيته في الانتقالات، وبات يركز على التعاقد مع لاعبين من شأنهم تعزيز الفريق وتعزيز هويته. وتخلى عن سياسته في التعاقد مع نجوم مثل ليونيل ميسي ونيمار وسيرجيو راموس، بالإضافة إلى مبابي الذي انضم إلى النادي كلاعب شاب قادما من موناكو وتطور منذ ذلك الحين ليصبح النجم الأول في فرنسا.
لقد غادر هؤلاء النجوم النادي، لكن هذا لم يمنع المدرب لويس إنريكي من تجميع أحد أنجح الفرق في أوروبا، والمعروف بقوته وصلابته وانضباطه ومرونته التكتيكية. لاعبون مثل عثمان ديمبيلي، ديزيريه دويت، خفيتشا كفاراتسخيليا وبرادلي باركولا يملأون الفجوة التي تركها ميسي ونيمار ومبابي، ولاعبون مثل…
“لا أحد يلعب دور النجم”
قال لويس فرنانديز، مدرب باريس سان جيرمان السابق الذي قاد الفريق إلى فوزه الوحيد بكأس أوروبا عام ١٩٩٦: “يلتزم اللاعبون بخطة لعب مدربهم، وهذا واضح في أداء الجميع. لا أحد يلعب دور النجم، مع أنهم جميعًا نجوم، وأنا معجب بذلك”.
وأضاف: “هذه أفضل تشكيلة رأيناها في باريس سان جيرمان منذ بداية عهد المدرب القطري… يتمتع هذا الفريق بميزة فريدة: الحب الحقيقي والاحترام المتبادل. إنهم مجموعة من الأصدقاء الذين يتصرفون بشكل جيد ويعملون بجد معًا، ولا أحد يستطيع مقاومة متطلبات المدرب”.
خطوط متناغمة
ويضم باريس سان جيرمان أيضًا لاعبين مؤثرين في خط الوسط مثل فيتينيا وجواو نيفيس وفابيان رويز، بالإضافة إلى أشرف حكيمي ونونو مينديز وويليان باتشو في الدفاع، ناهيك عن تحسن أداء حارس المرمى الإيطالي جيانلويجي دوناروما.
يذكر أن باريس سان جيرمان كان مهددا بعدم التأهل لدور الـ16 بعد خسارته ثلاث مباريات وتعادله في واحدة من مبارياته الخمس الأولى قبل أن يتأهل بصعوبة في الجولة الأخيرة من مرحلة الدوري.
ومنذ ذلك الحين، تحول إلى آلة كرة قدم، ففاز بلقب الدوري الفرنسي قبل ست مباريات من النهاية، كما فاز بكأس فرنسا.