دراسة صادمة: كيف يؤثر الإدمان الرقمي على عقول المراهقين؟

أظهرت دراسة علمية حديثة أن الإدمان الرقمي على الهواتف الذكية وألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى زيادة التفكير ويدفع الشباب إلى الأفكار الانتحارية.
دراسة صادمة عن تأثير الإدمان الرقمي على المراهقين
ووجدت الدراسة، التي نشرت في المجلة الطبية JAMA، أن إدمان الشاشات – سواء من خلال الهواتف المحمولة أو وسائل التواصل الاجتماعي أو ألعاب الفيديو – يرتبط بشكل مباشر بزيادة معدلات الانتحار والسلوك الانتحاري بين المراهقين.
وشملت الدراسة أكثر من 4000 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 14 عامًا، وتمت مراقبتهم كجزء من مشروع بحثي طويل الأمد يسمى دراسة التطور المعرفي للدماغ لدى المراهقين.
إدمان متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي
توصلت الدراسة الحالية إلى أن المراهقين الذين أظهروا أنماط سلوكية تشير إلى إدمان الشاشة كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن أفكار أو سلوكيات انتحارية.
وجدت الدراسة أن ثلث الأطفال في سن الرابعة عشرة أظهروا سلوكيات تشير إلى تزايد إدمانهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما أظهر ربع المشاركين علامات واضحة على إدمان مفرط للهواتف الذكية. ومع ذلك، كانت ألعاب الفيديو الأكثر جاذبية، حيث تجاوز معدل الإدمان 40%، وفقًا لفريق البحث.
العلاقة بين الإدمان ومخاطر الصحة العقلية
وأشارت إلى أن العلاقة بين الإدمان ومخاطر الصحة العقلية ليست واضحة عند قياس إجمالي وقت الشاشة، مما يشير إلى أن جودة الاستخدام أكثر أهمية من عدد الساعات.
وكانت هذه السلوكيات مرتبطة بشكل واضح بالاعتماد المتزايد على الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وفي السنة الرابعة من المتابعة، أفاد حوالي 18% من المشاركين بوجود أفكار انتحارية لديهم، في حين أفاد 5% بأنهم قاموا بالفعل بشيء ما، مثل وضع خطة أو محاولة الانتحار.
استخدام الشاشة كوسيلة للهروب من الواقع
كشفت الدراسة عن علامات مقلقة. أفاد حوالي 47% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عامًا بـ”فقدان الإحساس بالوقت” أثناء استخدام هواتفهم، بينما أقرّ ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عامًا بـ”استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنسيان مشاكلهم”. قد يكون هذا مؤشرًا على الهروب من الواقع، وربما يكون مرتبطًا بالقلق أو الاكتئاب.
يعتقد الخبراء أن مجرد النظر إلى الشاشة لم يعد كافيًا لتقييم المخاطر. فقد يقضي أحد المراهقين وقتًا طويلًا في أنشطة تعليمية أو ينخرط في تفاعلات اجتماعية مفيدة، بينما قد يستخدم آخر وقت الشاشة للهروب من الواقع أو الانخراط في محتوى قد يضر بصحته النفسية. وصرح الدكتور جيسون ناجاتا من جامعة كاليفورنيا بأن نتائج الدراسة تؤكد ضرورة التركيز على مؤشرات الإدمان لقياس تدهور الصحة النفسية بدقة أكبر.