دراسة حديثة تكشف خطورة التدخين السلبي على الأطفال وتأثيره المدمر على الرئتين

منذ 3 ساعات
دراسة حديثة تكشف خطورة التدخين السلبي على الأطفال وتأثيره المدمر على الرئتين

أفادت دراسة حديثة بأن الرجال الذين تعرضوا للتدخين السلبي في طفولتهم قد ينقلون مشاكل الرئة إلى أطفالهم. وقد حث فريق البحث الأسترالي الآباء على كسر هذه الحلقة المفرغة بتجنب التدخين بالقرب من أطفالهم.

التأثيرات الصحية للتدخين السلبي

ذكرت شبكة يورونيوز الإخبارية أن العلماء يعرفون منذ زمن طويل أن التدخين السلبي يمكن أن يتسبب في عواقب صحية وخيمة على غير المدخنين. لكن الدراسة الأخيرة أشارت إلى أن تأثير هذا التدخين يمتد ليؤثر على الجيل التالي، مما يستدعي مزيد من البحث.

نتائج الدراسة الجديدة

سلّطت الدراسة المنشورة في مجلة “ثوراكس” الضوء على أن المشاكل الصحية المتعلقة بالتدخين قد تكون متوارثة عبر الأجيال. وكتب الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى تأثيرات سلبية على وظائف الرئة، وليس فقط لدى المدخنين، ولكن أيضًا لدى أبنائهم وأحفادهم.

تفاصيل الدراسة

شملت الدراسة 890 أبًا أنجبوا أطفالهم في أوائل الستينيات في أستراليا، وتمت متابعة حالاتهم حتى بلغوا 53 عامًا في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. ووجد الباحثون أن الآباء الذين تعرضوا للتدخين السلبي خلال طفولتهم كانوا أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من مشاكل صحية في الرئة تستمر حتى مرحلة البلوغ.

تأثيرات فترة البلوغ

عند بلوغ سن 53 عامًا، كان هؤلاء الأطفال أكثر عرضة بنسبة 56% لضعف وظائف الرئة، وذلك كما هو مقاس بحجم الزفير القسري في الثانية، وهو كمية الهواء التي يتمكن الشخص من إخراجها بقوة في الثانية. كما كانوا أكثر عرضة لإظهار علامات تدهور سريع في وظائف الرئة، حتى لو لم يتم تشخيصهم كمصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا.

التصريحات وتحليل النتائج

صرّحت شيامالي دارماج، إحدى مؤلفي الدراسة وأستاذة في وحدة الحساسية وصحة الرئة بجامعة ملبورن، قائلةً: “يمكن أن يبدأ ضعف وظائف الرئة قبل وقت طويل من ظهور أمراض الجهاز التنفسي سريرياً.” وقد ظلت الآثار قائمة حتى بعد أخذ الباحثين بعين الاعتبار عوامل أخرى مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتاريخ إصابة الوالدين بالربو.

نسب التعرض للتدخين السلبي

وجدير بالذكر أن حوالي 69% من الآباء و57% من أطفالهم قد تعرضوا للتدخين السلبي خلال طفولتهم. كما أظهرت الدراسات أن نحو نصف الأطفال قد دخنوا في مرحلة ما من حياتهم. ورغم ذلك، فقد لاحظ الباحثون أن تعرض الأطفال للتدخين السلبي يفسر فقط 10% من العلاقة بين مشاكلهم الصحية الرئوية وتعرض آبائهم للتدخين.

التوصيات والتحذيرات

تتوافق هذه النتائج مع الأبحاث السابقة التي أكدت أن الأطفال قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالربو إذا تعرض آباؤهم للتدخين السلبي في طفولتهم. يأتي هذا التحليل من دراسة رصدية، مما يعني أن الباحثين لا يستطيعون إثبات وجود علاقة مباشرة بين تعرض الآباء للتدخين السلبي وضعف صحة رئة أطفالهم. كما اعتبروا أن عوامل أخرى، مثل العوامل الوراثية، قد تلعب دورًا أيضًا.

تأثير التدخين على الجينات

أشار الباحثون إلى بعض التفسيرات المحتملة، مثل التأثير المحتمل للمواد الضارة في السجائر على التعبير الجيني لحيواناتهم المنوية، مما قد يؤثر على الصفات التي تنتقل إلى أطفالهم. بغض النظر عن الآلية، يحث الباحثون الآباء على كسر حلقة التدخين المتوارثة بين الأجيال من خلال تجنب التدخين أمام أطفالهم.

أهمية حماية الأطفال

تحمي الأطفال من التدخين السلبي قد تكون ذات فائدة ليس فقط لصحتهم التنفسية، بل أيضًا لصحة أبنائهم في المستقبل، كما ذكرت شيامالي دارماج.


شارك