فن الانتقالات المجانية لماذا يعتبر ريال مدريد خبيراً فيه

منذ 3 ساعات
فن الانتقالات المجانية لماذا يعتبر ريال مدريد خبيراً فيه

حقق العملاق الإسباني ريال مدريد تميزًا ملحوظًا خلال السنوات الخمس الأخيرة من خلال إبرام صفقات حيوية “مجانية”، حيث تمكن هذا الصيف من التعاقد مع ظهير ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد دون إنفاق كثير من الأموال.

سياسة ريال مدريد في الانتقالات

لقد أثارت السياسة التي يتبعها رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، إعجاب العديد من خبراء سوق الانتقالات، رغم الانتقادات التي وجهت له من بعض مشجعي النادي الذين اعتادوا على رؤية إنفاق الأموال بسخاء لجلب أبرز الأسماء، كما كان يحدث في فترة الغلاكتيكوس.

وذكرت شبكة BBC البريطانية أن الأندية في الدوري الإنجليزي لم تستفد من تجربة ريال مدريد في “فن الانتقالات المجانية”، حيث قامت هذه الأندية بإنفاق أكثر من ثلاثة مليارات جنيه مصري بين يونيو وسبتمبر.

نفقات الأندية الإنجليزية

افتتحت بي بي سي تقريرها بعبارة مفادها: “أفضل ما في الحياة يأتي مجانًا، ولكن من المدهش أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لم تتلق هذا الدرس، إذ أنفقت 3.1 مليار جنيه مصري هذا الصيف”.

كما أشارت إلى وضع الدوري الإنجليزي الفريد، حيث تتجاوز عائداته المالية تلك الخاصة بالدوريات الأوروبية الأخرى، ولكن ريال مدريد أثبت من جديد أن المال ليس كل شيء. فهو قد أثبت بمهاراته في استقطاب المواهب العالمية دون تكلفة أو مقابل ضئيل.

صفقة ألكسندر أرنولد

تعتبر صفقة انتقال ألكسندر أرنولد بصفقة شبه مجانية هي الرابعة من نوعها في الخمس سنوات الأخيرة، مما جعل البعض يشبه انتصارات ريال مدريد بـ”يانصيب الانتقالات المجانية.”

فقد ضم النادي الملكي النجم النمساوي ديفيد ألابا في 2021 بعد انتهاء عقده مع بايرن ميونيخ، وكذلك المدافع الألماني أنطونيو روديغر في 2022 بعد انتهاء عقده مع تشيلسي، بالإضافة إلى ضم النجم الفرنسي كيليان مبابي في صيف 2024 دون أي تكلفة، رغم أن النادي كان قد عرض أكثر من 100 مليون يورو لضمّه سابقًا من باريس سان جيرمان.

الجاذبية التي يتمتع بها ريال مدريد

تساعد شهرة ريال مدريد الكبيرة في جذب النجوم، إذ يمنح كل لاعب يرتدي قميص النادي فرصة للتميّز، وهو أمر يجعل العديد من اللاعبين يختارونه على الرغم من كونهم محط اهتمام أكبر المنافسين ذوي الميزانية العالية مثل بايرن ميونيخ وتشيلسي وباريس سان جيرمان وليفربول.

صرح معلق الدوري الإسباني، فيل كيتروميليديس، لشبكة بي بي سي بأنه “عندما يتصل بك بطل إسبانيا 36 مرة، يكاد يكون من المستحيل تجاهله”، مضيفًا أن الانضمام إلى ريال مدريد يمثل قمة الطموح في مسيرة أي لاعب.

التعاقدات المجانية: لماذا تستمر؟

لا يعتبر تعاقد ريال مدريد مع هؤلاء النجوم مفاجئًا، بل الأهم أن اللاعبين أنفسهم يتفهمون أنهم قد لا يحصلون على ما يستحقونه من أموال، ولكن حماسهم للانضمام بالنادي يدفعهم لبذل أقصى جهدهم في السنة الأخيرة من عقودهم الحالية.

هذه السياسة ليست حديثة العهد، فقد حدثت سابقًا عندما تعاقد ريال مدريد مع اللاعب الألماني بيرند شوستر من برشلونة في 1988، بالإضافة إلى أسماء أخرى مثل ستيف ماكمانامان ومايكل لاودروب وفرناندو مورينتس الذين انضموا مجانًا.

محاكاة سياسة ريال مدريد

شهد يوم الانتقالات الأخير انضمام لاعبين مثل جيمي فاردي وفيكتور ليندلوف لأندية جديدة مجانًا، لكن أكبر صفقة تمت كان انتقال الكندي جوناثان ديفيد إلى يوفنتوس من ليل الفرنسي، وهي محاولة تقترب من أسلوب ريال مدريد في استقطاب اللاعبين بلا مقابل.

أوضح وكيل أعمال ديفيد، نيك مافروماراس، أن العديد من الأندية كانت تتنافس للحصول على خدماته. وأضاف أن بعض الأندية اعتبرت مطالبهم المالية مرتفعة، ولكن في النهاية توصلوا إلى اتفاق مع يوفنتوس.

التحديات التي تواجه اللاعبين الأحرار

مع ذلك، لا تخلو الانتقالات المجانية من التحديات، فقد يتعرض بعض اللاعبين للجلوس على دكة البدلاء أو حتى الاستبعاد الكلي عن الفريق، كما شهدنا مع كيليان مبابي الذي رفض تجديد عقده مع باريس سان جيرمان تمهيدًا لانضمامه لريال مدريد.

بينما ظل جوناثان دافيد يشارك بانتظام مع ليل بعد إعلانه عدم تجديد عقده، لم يحصد نفس النجاح زميله أنجيل غوميز الذي استُبعد بعد إيضاح قراراته بعدم التجديد.

تشير بي بي سي إلى أن العديد من المواقف قد تقود إلى فشل اللاعبين في الانتقال، حيث يواجهون ضغوطًا من الأندية والجماهير، مما يجعل قرار عدم التجديد قرارًا محفوفًا بالمخاطر.

في النهاية، رغم أن اللاعبين يعتبرون الفائزين في هذه الصفقات، فإن المخاطر المرتبطة بها تظل حاضرة، حيث يتوجهون إلى مستقبل مليء بالاحتمالات غير المؤكدة.


شارك