600 مليون جنيه خلال عامين.. ما الخيارات المطروحة أمام شركات التأمين للتوافق مع رفع الحد الأدنى لرأس؟
وعرض أحد المسؤولين ورؤساء شركات التأمين، خلال حديثهم مع مجلة مصر، خيارات لشركات التأمين للامتثال لقرار الهيئة العامة للرقابة المالية بزيادة الحد الأدنى لرأسمالها إلى 600 مليون جنيه خلال عامين.
وأوضحوا أن معظم شركات التأمين تلتزم بقرار رفع الحد الأدنى لرأس المال من خلال ضخ رأس المال من المساهمين، وأنه في حال عدم تمكن البعض من ذلك، فإنها تلجأ إلى حلول بديلة، بما في ذلك الاندماج أو البيع.
ونظراً لجهود الهيئة التنظيمية المالية لزيادة الحد الأدنى لرأسمال شركات التأمين العاملة في السوق المحلية؛ ويرى خبراء السوق أن القرار سيكون له تأثير إيجابي على الصناعة لأنه سيعزز الوضع المالي للشركات ويساعدها على تقديم خدمات أفضل لعملائها.
وألزمت الهيئة العامة للرقابة المالية الشركات العاملة في قطاع التأمين بزيادة الحد الأدنى لرأس المال المصدر والمدفوع على مرحلتين خلال عامين، بحيث يصل في المرحلة الأولى إلى 400 مليون جنيه خلال عام من تاريخ العمل بالقرار. ومن ثم زيادة رأس المال في المرحلة الثانية إلى 600 مليون جنيه بنهاية العام الثاني من تاريخ تنفيذ القرار.
كما حدد القرار الحد الأدنى لرأس المال لشركات التأمين المتخصصة في أحد خطوط التأمين بمبلغ 75 مليون جنيه مصري. وحدد القرار الحد الأدنى لرأس مال شركات التأمين الصحي المتخصصة بـ 75 مليون جنيه مصري، في حين تم تحديد الحد الأدنى لرأس مال شركات إعادة التأمين بمليار جنيه مصري.
الاستحواذ من قبل المساهمين أو الاندماج والبيع
وقال علاء الزهيري، الرئيس التنفيذي للجمعية المصرية للتأمين، لمجلة مصر، إن شركات التأمين ستحاول خلال الفترة المقبلة زيادة رؤوس أموالها من خلال كبار المساهمين بضخ مبالغ لزيادة رأس المال أو تمويل هذه الزيادة بأسهم مجانية من أرباح رأس المال المحققة.
وأوضح أن الشركات التي لن تتمكن من الالتزام بقرار الهيئة ستلجأ إلى بدائل أخرى وهي الاندماج أو الاستحواذ.
وأضاف الزهيري أن قرار الهيئة بزيادة الحد الأدنى لرأس مال شركات التأمين يسهم في تعزيز المركز المالي للشركات ويساعد أيضاً على جذب الاستثمارات في قطاع التأمين.
وأشار إلى أن من أهم عوامل الشركات الجادة الراغبة في الدخول والعمل في السوق المصري هو الحد الأدنى لرأس المال للشركات الذي تقتضيه قوانين وقرارات الهيئة العامة للرقابة المالية.
تعزيز المراكز المالية
وقال عمر جودة، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة مصر للتأمين، أكبر شركة حكومية في قطاع التأمين في مصر، إن قرار الهيئة التنظيمية المالية سيساعد بشكل أكبر في تعزيز المركز المالي للشركات في القطاع لتقديم خدماتها بشكل أفضل وتوسيع نطاقها حجم المنتجات المقدمة وزيادة عدد الأسواق التي تتواجد بها الشركات، مما يساهم في تقوية الروابط في السوق المصري.
وأوضح في تصريحات لمجلة مصر، أن زيادة السيولة المالية للشركات العاملة في هذا القطاع ستعزز قدرتها على التخطيط على المدى الطويل وكذلك قدرتها على إدارة المخاطر.
وأوضح أن زيادة حجم السيولة للشركات سيدعم زيادة عدد العملاء. تتطلب زيادة رأس المال من الشركات تحقيق عوائد أعلى، وبالتالي تسعى جاهدة لجذب عملاء جدد بمنتجات جيدة.
وفي إشارة إلى لجوء بعض الشركات إلى التقسيط – تخفيف الدفع – أضاف: “هذا الأمر جانب فني لا ينبغي للشركات أن تلجأ إليه إلا بشكل محدود وهو يزيد من المخاطر على الشركات في القطاع، كما هو المبدأ في ويتكون عقد التأمين من تحصيل القسط مقدما من أجل زيادة قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها.
وبلغت قيمة الأقساط المحصلة للتأمين على الممتلكات والمسؤوليات 4.89 مليار جنيه مصري في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، مقارنة بـ 3.52 مليار جنيه مصري في نفس الفترة من عام 2023.
وبلغت قيمة الأقساط المحصلة للأشخاص وتكوين الصناديق نحو 3.18 مليار جنيه مصري في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، مقارنة بـ 2.85 مليار جنيه مصري.
في حين بلغت قيمة التعويضات المدفوعة لتأمين الممتلكات والمسؤوليات 1.89 مليار جنيه مصري في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، مقارنة بـ 1.44 مليار جنيه مصري في نفس الفترة من عام 2023.
بلغت قيمة التعويضات المدفوعة للأشخاص والصناديق التي تم إنشاؤها حوالي 2.23 مليار جنيه مصري في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، مقارنة بـ 1.91 مليار جنيه مصري في نفس الفترة من عام 2023، وفقًا لتقرير الأداء الشهري لهيئة السلوك المالي للأنشطة المالية غير المصرفية. .
ضخ 300 مليون جنيه
وقالت راما أسعد العضو المنتدب لشركة ثروة لتأمينات الحياة – إحدى الشركات التابعة لمجموعة كونتاكت المالية القابضة – إن قرار الهيئة سيكون له تأثير إيجابي على قطاع التأمين؛ حيث يتم أخذ جميع الشركات العاملة في الصناعة بعين الاعتبار، حيث أن زيادة رأس المال تختلف باختلاف حجم الشركة (كبيرة أو صغيرة)؛ ولذلك، فإن الشركات لديها الفرصة لتعديل وتعديل أوضاعها خلال المهلة التي تحددها الجهة التنظيمية المالية.
وأشار إلى أن الشركات غير القادرة على تلبية متطلبات المنظم المالي قد تفكر في فكرة الاستحواذ والاندماج، وهي مطروحة حاليا على بعض الشركات في الصناعة.
وشدد رماح على أن المشاريع الصغيرة يمكنها أن تتكيف مع وضعها؛ حيث أن الحد الأدنى لزيادة رأس المال أقل مقارنة بالشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة.
وأضاف أسعد أن رأس مال شركة ثروة لتأمينات الحياة يبلغ حاليا 100 مليون جنيه، وسيعمل كبار المساهمين على ضخ 300 مليون جنيه خلال الفترة المقبلة لزيادة رأس مال الشركة. للوفاء بمتطلبات الرقابة المالية.
إقرأ أيضاً:
من الرابحون والخاسرون في حالة شطب حديد عز؟
هل يؤثر خروج الشركات من البورصة على استئناف الحكومة لبرنامج الاكتتاب العام؟
زيادة الطلب من الأجانب والعرب على شراء أذون وسندات الخزانة في البورصة. ما هي الأسباب؟