الحال أبلغ من المقال.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة
وزارة الأوقاف حددت موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان: “الحال أبلغ من المقال”.
وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو: التوعية بالأثر الفعال للدعوة بالموعظة الحسنة وأن تأثر الناس بالسلوك الحسن أبلغ من تأثرهم بالقول الحسن.
وإلى نص الخطبة:
«الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وبهجة قلوبنا وقرة أعيننا وتاج رؤوسنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختاما للأنبياء والمرسلين، فشرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فرب حال أفصح من لسان، وإن تأثير الأحوال أقوى في القلوب من مواعظ الأقوال، وهذا هو سر الحال النبوي الشريف الذي فتح القلوب والعقول لدين الله رب العالمين، فقد كان نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه دائم البشر، جميل الطبع، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولم يكن فاحشا ولا متفحشا، ولا صخابا، ولا عيابا، ولا يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ويجود ويمنح، يبكي للبهيمة المثقلة، ويبكي لليتيم في حجر الأرملة، من سأله حاجته لم يرده إلا بها أو يجبره بكلمة طيبة، قد وسع الناس خلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق سواء، وكان أجود الناس صدرا، وأصدقهم لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة، وهذا الحال الشريف تلخصه السيدة عائشة رضي الله عنها «كان خلقه القرآن».
أيها النبيل، هذه لمحات مضيئة، ومشاهد خالدة، ومواطن بالجمال زاخرة تبرز الفيض المحمدي الذي غرس في النفوس شريف القيم الأخلاقية والروحانية، وأرسى بناء قويما للإنسان وتوجيها له نحو الفضيلة والإيثار، ألم تر تخفيفه صلوات ربي وسلامه عليه الصلاة عندما سمع بكاء طفل؟! ليدل الناس على التيسير والتخفيف والرفق؟ ألم تسمع عن أحواله الكريمة صلوات ربي وسلامه عليه مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهم لتستلهم معاني الحب والمودة والرحمة والإكرام؟! أرأيت حاله الشريف مع صويحبات خديجة رضي الله عنها في مشهد ليس له في تاريخ الوفاء نظير؟! بل إليك أمره صلى الله عليه وسلم لربيب حجره وابن عمه سيدنا علي رضي الله عنه لينام في فراشه الشريف ليلة الهجرة المباركة ليرد الأمانات إلى أهلها الذين دبروا له القتل! ليكون حاله الشريف ملهما للعالم كله، فلا تملك إلا أن تتعرف على وظيفتك وتقوم في الدنيا بمهمتك، وتردد قول الله جل جلاله: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}».