النمو والتضخم والدولار.. توقعات المؤسسات الدولية لاقتصاد مصر في 2025

منذ 4 أيام
النمو والتضخم والدولار.. توقعات المؤسسات الدولية لاقتصاد مصر في 2025

واصلت المؤسسات المالية الدولية الإعراب عن توقعاتها المتفائلة لأداء الاقتصاد المصري في عام 2025، بعد أن مرت مصر بأزمة اقتصادية وتعافيت من أزمة النقد الأجنبي المتفاقمة التي امتدت بين عامي 2022 و2023.

وبعد إعلان مصر عن حزمة من الإصلاحات الاقتصادية، سارعت العديد من المؤسسات المالية الدولية إلى تغيير توقعاتها للاقتصاد المصري في عام 2025، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي، وفيتش، وستاندرد آند بورز، والبنك الدولي، وجولدمان ساكس، والاتحاد الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. التنمية وستاندرد تشارترد، الذين كانوا أكثر تفاؤلا بشأن معدلات النمو والتضخم والدولار بشكل عام.

وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت مصر عن حزمة إصلاحات اقتصادية جريئة تضمنت، من بين أمور أخرى، تحرير سعر الصرف للقضاء على السوق الموازية لتداول العملات الأجنبية، فضلا عن استئناف قرض صندوق النقد الدولي، وزيادته من 5 مليارات دولار. إلى 8 مليارات دولار.

وجاءت هذه الإصلاحات قبل شهر واحد فقط، في فبراير/شباط، عندما وقعت مصر اتفاقية بقيمة 35 مليار دولار مع شركة أبوظبي التنموية القابضة التابعة لحكومة الإمارات العربية المتحدة لتطوير مشروع رأس الحكمة المتوسطي على مساحة 170 مليون متر مربع.

وكان إبرام اتفاق رأس الحكمة بمثابة شريان حياة لمصر للتغلب على الأزمة الاقتصادية المدمرة الناجمة عن نقص العملة الأجنبية، والقضاء على حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد المصري، وتخفيف حدة الديون الخارجية وبناء مؤسسات مختلفة لدعم الاقتصاد المصري. تمكين رؤية أوضح بناءً على التطورات والأحداث الجديدة.

تسارع النمو

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يسجل الاقتصاد المصري، بفضل الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومة، معدل نمو قدره 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي الحالي المنتهي في يونيو 2025، وينمو إلى 5% على المدى المتوسط.

وربط تقرير صندوق النقد الدولي تسارع النمو الاقتصادي في مصر إلى 5% على المدى المتوسط مع توقعات بتهدئة الأوضاع في المنطقة وتراجع الاضطرابات في البحر الأحمر في النصف الأول من عام 2025.

ويعمل صندوق النقد الدولي على تمويل برنامج الإصلاح الاقتصادي بقرض قيمته 8 مليارات دولار ينتهي في سبتمبر 2026.

سجل معدل نمو الاقتصاد المصري تراجعا إلى 2.4% في العام المالي الماضي من 3.8% في العام السابق له، يونيو 2023، بسبب التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة بسبب الصراع الإسرائيلي والاضطرابات في البحر الأحمر.

بينما توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن يرتفع نمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر إلى 3.7% في السنة المالية 2025 بفضل زيادة الثقة وتحويلات المصريين العاملين في الخارج والاستثمار الأجنبي المباشر.

وتتوقع وكالة ستاندرد آند بورز أن يتعافى الاقتصاد المصري إلى 4.2% في 2025-2027، مدفوعا بتعديلات أسعار الصرف وتخفيضات أسعار الفائدة.

وأكدت أن موارد مصر من السياحة وتحويلات المصريين العاملين في الخارج والاستثمارات المباشرة ستكون عوامل في تحسين الاقتصاد المصري.

وبحسب التقرير، رفع الاتحاد الأوروبي لإعادة الإعمار توقعاته للنمو الاقتصادي في مصر على أساس سنوي (من يناير إلى ديسمبر) 2025 المقبل بنسبة 0.1% إلى 4.5% من 4.4%.

وبسبب التوترات الجيوسياسية في المنطقة وتراجع إيرادات قناة السويس، كان تقييم البنك الدولي لنمو الاقتصاد المصري أقل تفاؤلا من المؤسسات السابقة.

خفض البنك الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد المصري في العام المالي الحالي إلى 3.5% من 4.2% في التوقعات السابقة.

تباطؤ التضخم

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يقترب معدل التضخم الإجمالي في مصر من 16% بحلول نهاية السنة المالية 2024/2025 مع تلاشي تأثيرات سنة الأساس واستمرار البنك المركزي في اتباع سياسة نقدية متشددة – أي أن أسعار الفائدة لا تزال مرتفعة.

بينما توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني الدولية أن يتباطأ معدل التضخم في مصر إلى 12.5% بنهاية العام المالي 2025، وينخفض إلى 10.6% في يونيو 2026، مدعوما بتأثير سنة الأساس 2025 وسط توقعات باستقرار واسع النطاق. من سعر الصرف.

ويتوقع بنك جولدمان ساكس، وهو بنك أمريكي عالمي، أن ينخفض معدل التضخم السنوي في مصر إلى نحو 10% بنهاية عام 2025.

في غضون ذلك، قالت كارلا سليم، الخبيرة الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان، لبنك ستاندرد تشارترد، إن معدل التضخم في مصر سينخفض إلى 20% العام المقبل في 2025 بفضل تحسن الظروف الاقتصادية.

انخفض معدل التضخم السنوي في المدن المصرية إلى 25.5% في نوفمبر من 26.5% في سبتمبر.

وتوقع البنك المركزي أن يصل متوسط معدل التضخم إلى 26% بنهاية العام الجاري، متجاوزا مستهدف الـ 7% بزيادة قدرها 2% أو أقل. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، من بينها تفاقم التوترات الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على عمليات التدقيق العام.

وبحسب بيان سابق للبنك المركزي، رأت لجنة السياسة النقدية أنه من المناسب تمديد أفق استهداف التضخم حتى الربع الرابع من عام 2026 إلى متوسط 7% (± 2 نقطة مئوية) – أي بين 5% و 9% – في ضوء توقعات التضخم وتطوراتها الشهرية.

وفرة الدولار

وتشعر المؤسسات المالية الدولية بالتفاؤل بأن أزمة النقد الأجنبي سوف تستمر في التراجع في العام المقبل مع تلقي مصر تدفقات من مختلف المؤسسات المالية وزيادة تدفقات تحويلات المصريين العاملين في الخارج.

وربطت المؤسسات موقفها المتفائل تجاه الجنيه باستمرار مصر في تطبيق سياسة سعر صرف مرنة للجنيه مقابل الدولار وفقا للاتفاق المبرم مع صندوق النقد الدولي.

ومن المتوقع أن تحصل مصر على حزمة تمويلية بنحو 6 مليارات دولار في الأيام الأولى من عام 2025 لدعم عملية الإصلاح الاقتصادي وتمكينها من تلبية احتياجاتها ومواجهة التبعات السلبية في المنطقة.

وتشمل هذه التمويلات 1.2 مليار دولار من صندوق النقد الدولي بعد الموافقة النهائية من المجلس التنفيذي لصندوق النقد قريباً، وأكثر من مليار دولار من مفوضية الاتحاد الأوروبي، و2 مليار دولار من البنوك الإقليمية لتمويل الموازنة، وحزمة تمويل من صندوق النقد الدولي. البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية.

وتتوقع ستاندرد آند بورز أن تستمر الموارد المصرية في التدفق من السياحة وتحويلات المصريين العاملين في الخارج والاستثمار المباشر، وهي عوامل ستكون من عوامل تحسين الاقتصاد المصري.

أعلن البنك المركزي المصري أن تحويلات المصريين العاملين في الخارج ارتفعت بنسبة 45.3% خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالي 2024 (الفترة من يناير إلى أكتوبر 2024) لتصل إلى نحو 23.7 مليار دولار (مقابل نحو 16.3 مليار دولار) بلغت نفس المستوى الفترة من العام الماضي.

وتعرضت تحويلات المصريين العاملين في الخارج لانخفاض حاد في عامي 2022 و2023 بسبب انتشار السوق السوداء لتداول العملات الأجنبية قبل إصلاحات 6 مارس.

توقع صندوق النقد الدولي أن ترتفع تحويلات المصريين العاملين في الخارج بنحو 64% خلال السنوات الخمس المقبلة، لتصل إلى 37.9 مليار دولار في 2029، حسبما جاء في الوثيقة الثالثة التي تستعرض الاقتصاد المصري.

توقعت مجموعة جولدمان ساكس أن يرتفع الجنيه المصري مطلع عام 2025 مع تراجع سلسلة تدفقات المحافظ الموسمية – خروج المستثمرين الأجانب – بعد أن تجاوزت 51 جنيها مقابل الدولار وسجلت مستوى قياسيا منخفضا بين المستثمرين العام المقبل سنعود لبناء جديد محافظ استثمارية بالجنيه.

تتوقع مؤسسات دولية عودة الهدوء إلى منطقة البحر الأحمر العام المقبل، وتتوقع انتهاء هجمات الحوثيين في اليمن على سفن الشحن العالمية، والتي أدت إلى انخفاض سنوي في إيرادات قناة السويس بسبب نقل معظم السفن في عام 2024 بحلول عام 2024. 60% منها أدت إلى السفر عبر رأس الرجاء لتجنب الهجمات.


شارك