كيف نجح ريال مدريد في “تبديد الغيوم السوداء” وتصويب مساره؟

تحدثت صحيفة ماركا الإسبانية عن خلفيات صعود ريال مدريد بعد الانتكاسات المتكررة في بداية الموسم والنتائج المتذبذبة.
وفقد الفريق الأبيض صدارة الدوري الإسباني لصالح برشلونة بفارق الأهداف، لكنه تأهل إلى دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا بعد أداء قوي في مباراتين ضد مانشستر سيتي (6-3 في مجموع المباراتين)، حيث سيواجه أتلتيكو مدريد.
واستذكرت الصحيفة مباراة الدوري بين ريال مدريد وأتلتيكو في التاسع من فبراير/شباط الماضي، والتي انتهت بالتعادل 1-1، بعدما تقدم فريق المدرب دييغو سيميوني 0-1 بعد ركلة جزاء نفذها جوليان ألفاريز في الدقيقة 35. لكن كيليان مبابي أدرك التعادل في الدقيقة 50 وكاد ريال مدريد أن يفوز بعد سيطرة كاملة على الشوط الثاني.
“يمكننا أن نفعل ذلك مرة أخرى”
وأشارت إلى أن اجتماعا عقد في مركز التدريب في اليوم التالي للديربي، حيث ترددت خلاله عبارة “نستطيع أن نفعلها مرة أخرى”.
وفي شوطي المباراة، أبدى المدرب كارلو أنشيلوتي غضبه من الأداء السيئ للاعبيه، وهدد الرباعي الهجومي المكون من فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي ورودريجو وجودي بيلينجهام بإجراء تبديلات في الشوط الثاني إذا استمر هذا الوضع، بحسب تقرير سابق للصحيفة.
وزاد أنشيلوتي الضغط على لاعبيه عندما طلب من لوكا مودريتش وإدواردو كامافينجا وإبراهيم دياز إجراء عمليات الإحماء بعد خمس دقائق من بداية الشوط الثاني قبل أن يدرك مبابي التعادل.
“لم نتحدث مع أي مدرب.”
ورأت صحيفة “ماركا” أن الفريق شهد تحولا بعد الشكوك والعجز في الديربي. وأضافت أن فينيسيوس ومبابي ورودريجو وبيلينجهام “أدركوا أن عليهم وضع مصالحهم الخاصة جانبًا من أجل الصالح العام”. وقد انتقل هذا النجاح إلى اللاعبين الآخرين أيضًا.
وكان هذا التحول واضحا في الشوط الثاني ضد أتلتيكو مدريد وفي المباراتين ضد مانشستر سيتي وأوساسونا، ما أثبت أن عبارة “يمكننا أن نفعلها مرة أخرى” أصبحت “حقيقية مرة أخرى” حيث استعاد الفريق ثقته و”تمكن أنشيلوتي مرة أخرى من إقناع الجميع بأنه قادر على القتال من أجل كل شيء، وهذا يشمل بالطبع الدوري وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا”، بحسب الصحيفة.
وأكدت أن “هذا التغيير في العقلية جاء بعد لحظات من الشك من قبل الجميع، لكنه رافقه أيضا رسالة واضحة ومباشرة إلى الجهاز الفني”، وهي: “لم نتحدث مع أحد، لا مع أي مدرب”، وسط شائعات حول رحيل المدرب الإيطالي واستبداله بتشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن.
وأدى ذلك إلى “تبديد الغيوم السوداء”، رغم أن الجدل حول قرارات التحكيم لم يمنع الفريق والجهاز الفني من “إيجاد حلول للمشاكل”، خاصة في خط الدفاع الذي تسبب مراراً وتكراراً في مشاكل بسبب الإصابات العديدة.
فالفيردي وكامافينجا
وبحسب صحيفة “ماركا”، فإن لاعب خط الوسط فيديريكو فالفيردي “بدأ أيضًا يستمتع بمركزه الجديد كظهير أيمن وتأثيره على المباراة”.
وأكدت أن “ريال مدريد يوفر أمواله ويعتمد على موارده وقدرة الجهاز الفني على إيجاد الحلول وتكيف الفريق مع الظروف”، مضيفة أن “التحدي المقبل هو استعادة أفضل نسخة من كامافينجا، وهو ما سيكون مهما لبقية الموسم”.
وترى أن مشاركة الرباعي الهجومي في التشكيلة الأساسية “ليست خيالا ويمكن أن تتحول إلى حقيقة”، حتى لو “لم يكن الأمر سهلا”، لكنه تحقق بعد أن وضع هؤلاء اللاعبون غرورهم الشخصي جانبا من أجل مصلحة الفريق.