“هل ستكون صافرات الاستهجان منافسًا لـ مبابي في رحلة الحلم المؤجل؟”

تعرض مهاجم ريال مدريد كيليان مبابي لصيحات استهجان أثناء خروجه من الملعب في سانتياغو برنابيو في ليلة للنسيان بعد فشله في مساعدة فريقه على تأمين العودة أمام آرسنال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء، وكأن لعنة البطل لم تفارقه أبدًا.
تسع محاولات، وتسعة خيبات أمل، وتسعة ندوب محفورة في الذاكرة، لكن الأغرب أن “الفصل التاسع” ظهر بألوان “سيد دوري الأبطال” ريال مدريد وليس باريس سان جيرمان. كان هذا مشهدًا لم يصدقه حتى أكبر المتشائمين، خاصة بعد أن سجل مبابي ثلاثية في دور الـ16 من البطولة أمام مانشستر سيتي، وسجل أكثر من 33 هدفًا في جميع مباريات موسمه الأول مع النادي الملكي.
وتفاقمت الأمور عندما غادر النجم الفرنسي ملعب سانتياغو برنابيو بسبب إصابة في الكاحل، وسط صيحات استهجان لا هوادة فيها من جماهير برنابيو، ليحرم بذلك من فرصة أخرى لتحقيق حلمه الأبدي برفع كأس دوري أبطال أوروبا.
لكن السيناريو الموعود لم يتحقق، حيث لم يعد “رودريجو-مبابي-فينيسيوس جونيور” الظاهرة الشهيرة في ريال مدريد على شاشة BBC موجودًا، حيث فشل مبابي في تغيير حظوظ الفريق الأكثر شهرة في أوروبا.
خرج ريال مدريد من ربع النهائي على يد أرسنال، بخسارته 2-1 في سانتياغو برنابيو و3-0 في الإمارات. كان الموسم الأول لمبابي مع لوس بلانكوس بداية مخيبة للآمال في دوري أبطال أوروبا، حيث فشل في تأمين مكان بين أفضل أربعة أندية أوروبية لأول مرة منذ عام 2020.
ولم تكن صافرات الجماهير مجرد صدفة.
ورغم آمال وسائل الإعلام والبيئة المثالية التي وعد بها رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، كان كيليان هو الحلقة الأضعف في السلسلة عشية الوداع الأوروبي. ولم ينجح في هز الشباك، ولم يهدد مرمى رايا، ولم يكن حتى ظلاً للجناح الفرنسي الذي أبهر أوروبا في كأس العالم 2018 و2022.
قبل المباراة، أعرب كارلو أنشيلوتي عن تمنياته لمبابي بالفوز، قائلاً: “نحن بحاجة لأهدافه أكثر من أي وقت مضى”. ولكن لم يكن هناك أي أثر لمبابي، ولعب في المركز المفقود كرقم 9، وتحطمت الآمال المعقودة عليه على أرض مدريد.
وأضاف مبابي هزيمته التاسعة في دوري أبطال أوروبا إلى رقمه القياسي منذ ظهوره الأول مع موناكو في موسم 2016/2017.
لعنة دوري أبطال أوروبا مستمرة مع مبابي
ونشرت صحيفة “ماركا” المدريدية تقريرا مفصلا عن خيبة أمل مبابي في دوري أبطال أوروبا، بداية من خروج فريقه موناكو البالغ من العمر 17 عاما من نصف النهائي أمام يوفنتوس.
وقالت ماركا: “بدأت القصة مع شاب مذهل يبلغ من العمر 17 عامًا اقتحم المشهد مثل الإعصار في بطولة قلب فيها موناكو الطاولة على مانشستر سيتي في دور الستة عشر، لكن الحاجز الإيطالي أثبت أنه لا يمكن تجاوزه في الدور نصف النهائي”.
وسجل مبابي بعد ذلك ستة أهداف في تسع مباريات، ليشارك في أول ظهور أوروبي حقيقي له على ملعب الاتحاد ضد مانشستر سيتي.
وتطرقت ماركا بعد ذلك إلى خروج باريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد في دور الـ16 عام 2017، عندما سجل مبابي أربعة أهداف، جميعها في مرحلة المجموعات. ووصف خروج الفريق من دور الستة عشر في عام 2018 أمام مانشستر يونايتد بأنه كارثة.
وصل مبابي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2020 لأول مرة في مسيرته، لكن هدف مواطنه كينغسلي كومان برأسية ضمن لبايرن ميونيخ اللقب في لشبونة وحرمه من المجد القاري بعد تسجيله خمسة أهداف، جميعها في مرحلة المجموعات.
واستمرت اللعنة في عام 2021. فرغم خوضه أفضل مواسمه كهداف أوروبي، بتسجيله ثمانية أهداف بعد أداء رائع ضد بايرن ميونيخ وبرشلونة، إلا أنه غاب عن نصف النهائي ضد مانشستر سيتي بسبب الإصابة، ما أدى إلى خروج فريقه من البطولة.
في عام 2022، خرج مبابي من دور الـ16 على يد ريال مدريد بعد تسجيله في المباراتين، لكن كريم بنزيمة سرق الأضواء بتسجيله ثلاثية في عودة من الطراز العالمي.
عاد بايرن ميونيخ ليهزم باريس سان جيرمان ذهابا وإيابا في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا 2023، لكن مبابي، الذي سجل سبعة أهداف باسمه، فشل في التسجيل، مما جعل شهر فبراير شهرا صعبا.
منع فوز مبابي الثامن بدوري أبطال أوروبا باريس سان جيرمان من الوصول إلى نهائي 2024 ضد بوروسيا دورتموند. وفي مباراتي نصف النهائي، ارتدت الكرة ست مرات، ليخسر باريس سان جيرمان أمام الفريق الأضعف، وينتهي الموسم الأوروبي لباريس بـ42 هدفا في 64 مباراة من دون لقب واحد.
بالنسبة لريال مدريد، كانت الصدمة الأولى في عام 2024 هي خروجه من ربع النهائي. واختتمت ماركا: “كانت صافرة النهاية ضد أرسنال بمثابة جرس إنذار لمبابي. فريق الأحلام الذي انضم إليه لتحقيق حلمه الأعظم أُقصي مبكرًا، ولم يكن كيليان بطلًا ولا بديلًا فعالًا”.