“وزير الخارجية يكشف عن التزام قوي لمصر بالسلام والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي!”

شارك الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة يوم الأحد ١١ مايو مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة في حفل افتتاح النسخة الخامسة من ‘منحة جمال عبد الناصر للقيادة الدولية’ والتي تعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى بشعار ‘مصر والأمم المتحدة: ٨٠ عامًا تمثيلًا لقضايا الجنوب العالمى’ بحضور ١٥٠ مشاركا يمثلون ٨٠ دول.
رحب الوزير عبد العاطي بشباب دول الجنوب العالمي المشاركين في المنحة، مؤكداً أن مصر تفخر دوماً باحتضان المبادرات التي تعزز من دور الشباب وتُرسّخ جسور التعاون والتفاهم بين الشعوب.
واستعرض وزير الخارجية المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها السياسة الخارجية المصرية، مشيراً إلى أنها تنبع من رؤية متوازنة واستراتيجية واضحة أرسى دعائمها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام ٢٠١٤، مؤكدا التزام مصر الكامل بدعم السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال نهج دبلوماسي مسؤول يرتكز على التهدئة والحوار والحلول السلمية للنزاعات.
أبرز الوزير عبد العاطي إيمان مصر الراسخ بأهمية النظام متعدد الأطراف كأساس لنظام دولي عادل ومتوازن، مشيراً إلي أن الأمم المتحدة تعد منصة لا غني عنها كونها تعكس الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي. وأبرز المشاركة الفاعلة في مؤسسات المنظمة الأممية، مجدداً التزام مصر الكامل بالعمل من أجل إصلاح النظام الدولي، بما في ذلك هيكل النظام المالي العالمي ومجلس الأمن، منوها إلي أن تلك المؤسسات، في وضعها الحالي، لا تعكس مصالح دول الجنوب العالمي بالشكل الكامل، ولا تُنصف تطلعات شعوبه في العدالة والتمثيل المتوازن.
في سياق متصل، تطرق الوزير عبد العاطي إلى أولويات السياسة الخارجية المصرية في مجال التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن ‘رؤية مصر ٢٠٣٠’ تُعد إطاراً استراتيجياً شاملاً يستند إلى مبادئ العدالة الاجتماعية والتمكين، ويتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وأكد على الدور الريادي الذي تلعبه مصر في ملف التغير المناخي، لا سيما بعد استضافتها لقمة المناخ COP27، وما تلاها من مبادرات تهدف إلى دعم التحول الأخضر وتمويل مشروعات المناخ في الدول النامية، وعلى رأسها الدول الإفريقية. كما أبرز السيد وزير الخارجية أهمية التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي كعوامل محورية تدفع عجلة التنمية في المستقبل، مشدداً على أن مصر تواصل توظيف تلك الأدوات بما يتوافق مع مصالحها الوطنية وتطلعاتها التنموية.
كما استعرض الوزير عبد العاطى موقف مصر إزاء أبرز القضايا الإقليمية، مشيراً إلي أن المنطقة تشهد تطورات مقلقة، لاسيما وأن المبادئ الأساسية التي يقوم عليها النظام الدولي باتت محل شك وتساؤل. وتناول فى هذا الإطار مواصلة إسرائيل انتهاكاتها للمبادئ الأساسية للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وخرقها المتكرر لميثاق الأمم المتحدة. وجدد إدانة مصر لاستخدام التجويع كسلاح للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، بما يخلق بيئة دولية شديدة الخطورة تهدد الأمن والاستقرار الدوليين، تتطلب تحركًا عاجلًا وجادًا من المجتمع الدولي لإعادة الاعتبار لسيادة القانون ووقف تلك الانتهاكات بصورة لا تحتمل التأجيل.
واختتم السيد وزير الخارجية كلمته بالدعوة إلى تعزيز التضامن بين دول الجنوب العالمي في مواجهة التحديات المتصاعدة التي تهدد السلم والأمن الدوليين، منوهاً إلي أن السبيل لتحقيق نظام عالمي أكثر إنصافًا واستقرارًا يبدأ بالتمسك الكامل بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ورفض الممارسات الرامية إلى فرض الإرادة بالقوة أو تقويض سيادة الدول. وجدد التأكيد على أن اللحظة الراهنة تتطلب من دول الجنوب العالمي توحيد الصف للدفاع عن الحقوق والمصالح المشتركة، وبناء نظام عالمي يحترم سيادة الدول ويقوم على العدالة والمساواة والتعاون.